رشا التوم .. عن محاربة الفساد نحكي

[JUSTIFY]لعل الكثيرين يدركون مدى خطورة الفساد بأشكاله المختلفة على الدول ومن المعلوم أن حكومات الدول الإفريقية تعد الأوفر حظاً من تلك المشكلة المتأصلة فمن خلال تقارير منظمة الشفافية في السنوات الماضية أوضحت أن الدول الإفريقية ومن بينها السودان احتلت مراكز متقدمة في قائمة الدول الأكثر فساداً في العالم حيث أسهمت في اقعاد القارة للحاق بالعالم الذي يشهد تطوراً يوماً بعد يوم، والسودان ليس ببعيد من تلك القضية الخطيرة التي تنخر في مفاصل الدولة بشكل شرس ودون رحمة فكثير ما تعددت أشكالها من رشوة واختلاس للمال العام والتي ظهرت في العديد من المحاكمات، ومن خلال تقارير المراجع العام والتي كشفت عن حجم الاعتداء عن المال العام والتي وصلت لأرقام فلكية وقد ظهرت آثار تلك المشكلة على الدولة بشكل عام خاصة في حياة المواطن والذي يظهر في مستوى الطبقات الاجتماعية حيث يوجد نوعين من الطبقات عليا والتي تعيش حالة من الرفاهية وكل مظاهر الترف، وأخرى دنيا تعيش حالة من شظف العيش وتدني في المستوى المعيشي ويرجع ذلك لعدم الكفاءة الإدارية والتي تعيشها مؤسسات الدولة في الوقت الراهن، فالناظر للوضع يرى أن القضية أصبحت لها أبعاد كثيرة خاصة في ما يتعلق بالجهاز الرقابي للدولة، وفي كل مرة تظهر فيها قضية مرتبطة بالمال العام تعلن الدولة محاربة الفساد واقتلاعه من جزوره رغم تكوين آلية له، ولكن كل يوم نسمع عن قضية مرتبطة بالفساد العام من اختلاس وغيره فأصبح سعي الحكومة لمعالجة المشكلة (كحشاش دقنو) فلم تظهر تلك المعالجات على أرض الواقع، ولعل تصدر عناوين الصحف الأيام الماضية عن وجود حالة من الرضاء من الأمم المتحدة عن خطوات الحكومة لمكافحة الفساد حالة من الدهشة لدى الكثيرين فمن خلال حالة الفوضى التي تعيشها البلاد وتدني الوضع بشكل عام يضع العديد من الأسئلة عن ماهية الفساد؟ وما هي طرق معالجته؟ خاصة أن الواقع يوضح غير ذلك فحديث الأمم المتحدة قد يكون بمثابة مخدر ولكن دون علاج، فالوضع يتطلب تضافر الجهود أكثر فتلك الخطوات المتبعة من قبل الدولة في الوقت الراهن لا تمثل علاجاً ناجعاً لاقتلاع المشكلة من جزورها بل تستدعى تقوية الجهاز الرقابي بصورة أكبر وأن تكون المحاكمات بصورة يمكن تسميتها بالترهيبية بوضع قوانين رادعة على كل المستويات بجانب معالجة مشكلة الصرف البذخي في المال العام وضرورة مراعاة حقوق المواطن في ذلك المال فهذا قد يكون له الأثر في التوصل لدولة خالية من الفساد والتي قد يكون أحد المستحيلات ولكننا نأمل أن نصل لتلك المرحلة حتى يتسنى للجميع العيش في وطن واحد ينعم بخيراته.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version