بدر الدين .. (ياخ استغفروا معانا شوية)

[JUSTIFY]
بدر الدين .. (ياخ استغفروا معانا شوية)
** أحدهم بالبرلمان – قبل أسبوع ونيف – ناشد الناس بالإكثار من الاستغفار لتجاوز الأزمة الاقتصادية، ثم جلس .. وتلك مناشدة مقبولة ودعوة كريمة، فالاستغفار – في السراء والضراء – من الفضائل، وزاوية اليوم أيضاً بمثابة دعوة للاستغفار، ولكن ليس على نسق أدروب الذي قابل تلك المناشدة بتساؤل من شاكلة (في الاستغفار تناشدونا وفي الاستثمار تمنعونا؟)..لا، فالدعوة إلى الاستغفار – ثم ربط الأحزمة على البطون- يجب أن تشمل الجميع، بلا استثناء..وليس من العدل أن يناشد البرلمان البعض بأن يستغفر ثم يدعو البعض الآخر ليستثمر في عرق الناس والبلد، وهكذا واقع الحال تقريباً، ولو لم يكن كذلك لما تساءل أدروب بذاك السؤال.. يلا، نمشي للمهم ..!!
** وصلاً لزاوية البارحة، نائب مدير جامعة الخرطوم أيضاً يستحق الزكاة، كما مدير الجامعة .. إذ يتقاضى سيادته راتباً شهريا لايتجاوز قدره (2.789.08 جنيهات)..ودعماً كهربائياً قدره (400 جنيه).. ودعماً لفاتورة الهاتف قدره (300 جنيه).. ودعماً بقيمة (45 جنيهاً)، لفاتورة المياه.. أما نظير الأعباء الإدارية، لايتجاوز (800 جنيه)..حاصل جمع تلك الأرقام، مضروباً في أشهر العام، يساوى (43.208 جنيه) .. أي الدخل السنوي لنائب مدير جامعة الخرطوم (تلاتة وأربعين مليوناً وشوية)، وهذا يساوي تقريباً الدخل السنوي لمدير الجامعة، ذكرته البارحة، ( 43.408.96 جنيه)..وهذه يعني بأن حاصل جمع الدخلين، المدير والنائب، لا يتجاوز (كم وتمنين مليون جنيه)، بالقديم طبعاً، وقلنا (الجديد ذاتو ما نافع).. وعليه : إذا رأى ديوان الزكاة بأن مدير الجامعة يستحق الزكاة، فعليه ألا ينسى نائبه، حتى ولو من مصرف (ابن السبيل)، وذلك ليعيش مستور الحال وليس مترفها.. يلا، ماذا عن بدر الدين محمود عباس، نائب محافظ بنك السودان..؟؟
** راتب نائب محافظ بنك السودان هزيل جداً، لايتجاوز ( 15.160.82 جنيها).. مبلغ بسيط، موش كده ؟..نعم، وله بدل سكن قيمته (راتب سبعة أشهر)، فقط لاغير، لازم يلبس كويس .. وله إجازة سنوية، ومعاها راتب ( ستة شهور)، فقط لاغير، لازم يرطب كويس..وله ولأسرته تذاكر سفر بالدرجة الأولى كحد أقصى،أو قيمة التذاكر (عداً نقداً)..في زول فيكم قاعد يجمع وراي؟..ممتاز، وله بدل عيدين، وهذا قيمته (راتب ستة أشهر)، فقط لا غير، وكما تعلمون لقد زادت أسعار الحلوى والخبائز والخراف، ولذلك تلك القيمة ليست بكبيرة إلا على الزاهدين والمتقشفين.. نمشي قدام، له حافز سنوي حسب تقدير مجلس الإدارة (لرئيس المجلس حافز قدره 3.500 شهرياً، ولكل عضو بالمجلس حافز قدره 3.500 شهرياً)..وتمنح لنائب المحافظ عربتان بسائقين وبجميع مصروفاتهما، ليستخدمهما استخداماً رسمياً وشخصياً، علماً بأن السياسات الأخيرة تجرد حتى الوزراء من (عربية المدام)، أو كما سماها وزير المالية.. وله عند نهاية كل عام خدمة (راتب أربعة أشهر ونصف)، وأنا ماعارف سر النص دا شنو..وعلاج بالكامل، له ولأسرته داخل وخارج السودان.. بالمناسبة: حنك توطين العلاج بالداخل انتهى على شنو؟..!!
** ما علينا، نواصل .. ويدفع له البنك فواتير كهرباء وتلفون ومياه وحراسة و صيانة حديقة المنزل.. أهم شيء أشجار وزهور البيت تكون مشذبة ومهذبة، كنوع من التقشف كده.. والأدهى والأمر: يتحمل البنك الضرائب نيابة عنه على الراتب وتلك البدلات.. بالبلدي كده: أنا وإنت بندفع ضرائب الزول دا.. وعليه، بغض النظر عن قيمة الضرائب وتلك الفواتير المنزلية والتذاكر والعلاج، فإن الدخل السنوي لنائب محافظ بنك السودان يساوي (538.209.11 جنيها)، يعني بالبلدي القديم (نص مليار وتلتمية مليون وشوية)، وينقص قليلاً عن الدخل السنوي للمحافظ، ذكرته البارحة، ( 600.795.61 جنيها)..وعليه، حاصل جمع الدخل السنوي للمحافظ والنائب ربما لاينقص كثيراً عن ميزانية جامعة الخرطوم، بيد أن حاصل جمع الدخل السنوي لمدير الجامعة ونائبه أقل من (مية مليون جنيه).. وعليه، فالدعوة إلى الاستغفار يجب أن تشمل بجانب العاملين بجامعة الخرطوم، محافظ البنك المركزي ونائبه أيضاً..هذا محض نموذج فقط لاغير – وما أكثر النماذج – مراد به : المساواة في الاستغفار والتقشف حتى نتجاوز الأزمة..!!
[/JUSTIFY]

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version