نشرت صحيفة “الصحافة” في عددها رقم 4188 الصادر يوم الثلاثاء 1/2/2005م تقريراً يلخص ورقة عمل أعدها مستشارو بوش الابن للشرق الأوسط بعنوان ” هل يبدأ سقوط القوي الأمريكية العظمي من الشرق الأوسط حوت أفكاراً خطيرة حول التحديات والمخاطر التي تواجه الولايات المتحدة في المنطقة.
انتهت الورقة الي التوصية بوسائل تلافي ما أسمته بالمخاطر الرئيسة سقوط الولايات المتحدة من قبل الشرق الأوسط حيث قدمت احدي عشرة وسيلة بلورتها الورقة لمساعدة صانعي القرار في واشنطن علي تدارك أوضاعهم في المنطقة.
وتوصي الوسائل الرابعة والخامسة والسادسة بنشر التشرذم داخل هذه المجتمعات وعدم السماح بحيازة أو تصنيع الأسلحة النووية وإدماج “إسرائيل” في المكون العسكري المنطقة وهذه التوصيات تعتبر عن الرعب الذي أصاب القوة العسكرية التي تدعي أنها العظمي في العالم فهي تخاف من” احتمال ” حيازة دول المنطقة للأسلحة النووية في المستقبل وتحرص علي امن الكيان الصهيوني الغاصب وتخاف عليه م العزلة فتسعي لإدماجه في منظومة المنطقة بدلاً من مواجهة جيرانه ولا تنسي الوسيلة السابعة ان تنصح بترميم أنظمة الحكم في المنطقة حتي تبدو مستقرة وآمنة وأعجب لقوة تنشر القتل والفوضي في المنطقة ثم تتحدث عن الأمن والاستقرار عبر الأنظمة المحلية.
وفي الجانب السياسي تسعي الوسيلتان الثامنة والحادية عشرة الي عرقلة أي اندماج او تكامل بين دول المنطقة بل وبين دول هذه المنطقة وجيرانها من الأسيويين والأفارقة وتشن الورقة هجوماً عنيفاً علي ” فكرة العالم الإسلامي ” وتمضي مقررة حقيقة ان ” قادة الدول الإسلامية لا يبدون اهتماما بفكرة التنسيق بن دولهم ” إلا ان هذه الفكرة الافتراضية يجب ان يتم القضاء عليها نهائياً” واخطر ما في هذا الجزء من الخطة؛ ان الورقة تدعو الي تحديد المفصل الاستراتيجي الذي تتمكن من خلاله الولايات المتحدة من القضاء علي فكرة الرباط الاستراتيجي بين الدول العربية في شمال إفريقيا وبين الدول الإفريقية وتشير الورقة تحديداً الي موريتانيا وجنوب السودان كنقطتين هامتين يجب تعزيز الاهتمام بهما في المرحلة القادمة ثم تأتي الورقة الي اخطر السيناريوهات القريبة؛ إذ لا تستبعد تقسيم السودان الي ثلاث دويلات ترتبط الشمالية منها بمصر والجنوبية بالولايات المتحدة والغربية ” بإسرائيل”.
هذه باختصار شديد ملامح الإستراتيجية الأمريكية القادمة للعالم الإسلامي وقد وضعت من قبل مختصين في شؤون المنطقة والهدف أمام الولايات المتحدة فيم يتعلق بمنطقة العالم الإسلامي واضح تماماً: ضمان التفوق الإسرائيلي والقضاء علي الإسلام وهما مظهران لهدف واحد لدي الولايات المتحدة والورقة تظهر بوضوح ان الولايات المتحدة تجاوزت استهداف الأنظمة الي استهداف الأمة ومن هنا تأتي هزيمة الإستراتيجية الأمريكية ؛ فالأمة الإسلامية لا يمكن استئصالها وإذا تمسكت بدينها جيداً فالدائرة حتماً بإذن الله تدور علي أعدائها.
صحيفة الصحافة
ع.ش