من قبل كانت الحركات المتمردة تأتي من الشرق والغرب وهي مناطق بعيدة عن المركز وبعضها نائية ولكن هذه المرة التي تعتبر الأول ا لتي تتحرك فيها ولاية تقع في رقعة جغرافية على مقربة من العاصمة وقد صرح أبناء المنبر أن الولاية غير ممثلة في الحكومة المركزية فهل ذلك يعني أنه لابد من تمثيل لكل ولاية بمجلس الوزراء؟ وهل من الضروري أن يتمثل كل ولاية بمندوب الحكومة المركزية حتى تجعل الولاية على مطالبها.
هناك من يرى أن المنطقة المروية بولاية الجزيرة تتمتع بخدمات لا تجدها باقي المناطق وأن خدمات الكهرباء غطت معظم القرى حتى تلك التي تقع خارج المشروع ويتخوف أصحاب هذا الاتجاه أن أن تصيب لعنة القلبية الجزيرة التي كانت أبعد ما يكون في هذه اللغة خاصة بعد أن حدثت معركة بين قبيلتين بسبب أحد المناصب وكان أمراً جديداً ولكنه بحسب المراقبون تطور ينذر بالكثير خاصة وأن الجزيرة كانت مأوى لكل السودان ولكل القبائل وتتميز بالانفتاح على الآخرين وقد توافد عليها كل أهل السودان وعملوا بمشروع الجزيرة فهل تفلق الولاية أبوابها بعد أن كان مشروع من شتى أنحاء السودان بل بعضها أستوطن الجزيرة وصارت وطناً لا يعرفون غيره وصار بمشروع الجزيرة قومياً ولا يمكن أن نرجع ذلك لكون التعليم كان محصوراً على أبناء والدليل على ذلك أن الآن يحتل أبناء الجزيرة معظم الوظائف الفنية بالمشروع بعد أن أنتشر التعليم بينهم وكل ذلك كان يمضي دون أن يثير أي مشاكل لأنه تطور طبيعي ولم يأت بالمجاملة.
يتساءل أصحاب الاتجاه ما هي القضايا الأساسية المطلبية فهل يرى أبناء المنبر أن الحكومة لم تدعم زراعتهم؟ أم أنها قصرت في ري المحاصيل ولو طالب المنبر بتطوير المزارع بحسب مراقبين فإنه سيكون معهم الحق في ذلك لأن الحكومة لم تهتم بتطوير المراعي في شرق الجزيرة ولكن بحسب المراقبون فإن أبناء هذا المنبر قد حصروا مطالبهم في المنصب الوزاري و أضحوا بذلك مثل الحركات المسلحة الذين ينتهي تمردهم بمجرد حصولهم على مقعد الوزارة لا يسمن ولا يغني من جوع.
بينما فريق آخر أن القضية أكبر من حصرها في المناصب ويطرح أسئلة أهمها على الإنتاج بهذا المشروع بحجم الأنفاق.
هل (الفدان) في الجزيرة أضعف إنتاجاً منه في الجارة مصر ولذلك فإن البعض ياخذ على هذا المنبر حصر المطلب في المنصب الوزاري وإهمال هذه الجوانب والمطالبة بمعالجة الخلل الذي جعل انتاج الولاية بهذا الحجم الهزيل المخجل والانشغال بمنصب لن يقدم أو يؤخر الولاية شيئاً مع أن قيادات بارزة من أبناء الجزيرة تقلدت مناصب رفيعة في كل الحكومات بما فيها الإنقاذ وفي الحكومة الحالية تقدلت ابنة محلية الكاملين أميرة الفاضل منصب وزير الرعاية الذي غادرته بطوعها وكذلك وزير الدولة السابق الصادق محمد علي وفي البرلمان هجو قسم السيد في معقد الرجل الثاني.. لكن تبقى ا لقضية في من يقف وراء دوافع المجموعة التي استبقت التعديل الوزاري المرتقب؟!.
صحيفة آخر لحظة
تقرير :فاطمة أحمدون
ت.إ[/JUSTIFY]