وإذا تجاوزنا عن التصريحات الخاصة فإن الزملاء يعملون ألف حساب وهم ينقلون عن غازي في المؤتمرات العامة لأنه لم يحدث أن ورد حديث عنه في الصحف إلا ويتبعه تصحيح منه في اليوم التالي الأمر الذي اضطر بعض الزملاء إبان توليه مستشارية السلام إلى فتح قوسين بعد قال غازي ووضع حديثه كله بين القوسين حتى لا يُتهموا بتحريف التصريح، وقد علمنا أن غازي ذو حساسية عالية تجاه الكلمة أو العبارة بين القوسين واعتبرها ذات أجندة.
المؤتمر الوطني قال: «صفوية ونخبوية غازي ستؤدي لفشل حزبه»، قلت بعد أن قرأت الخبر: «أول مرة المؤتمر الوطني يقول حاجة صاح»، وقد أجمع كثيرون حتى المختلفون مع المؤتمر الوطني أن سبب صمود وصمام أمان الوطني شعبية البشير في المقام الأول، البشير الذي يمتطي ظهر سيارة مكشوفة في الاحتفالات والمناسبات الرسمية حتى لا تمنعه الفارهات المظللة من الانصهار مع الجموع الغفيرة التي يتشارك معها «العرضة» على أنغام الأناشيد والأغاني الحماسية، وتوقن قيادات الوطني بقومية البشير لذا يصرون على ترشيحه مرة أخرى حتى وإن كان الدستور لا يخول له ذلك. ولكن كيف لغازي أن يمتطي ذات العربة؟ وكيف لحزبه أن يحكم وهو ذاك الرجل الذي وصفناه، المتعالي حتى على الصحافة التي يمكن أن تكون سنده في وقت يحتاج فيه حزبه للمساندة؟ بعض الزملاء اتصلوا عليه ليحظوا منه بحوار إبان «هيجة» الإصلاحيين وأرسلوا الرسائل وعاودوا الاتصال ولكنهم لم يحظوا منه حتى برسالة اعتذار؟ كان أجدى لغازي أن «ينزل شوية من سماهو الفوق» حتى يتحقق مبتغاه ومن ثم «يرفع قزازو» إذا أراد.
* ليس غازي وحده بالطبع، فقيادات الصف الأول كلها من الحكومة تفعل ذلك ، تتعالى على الصحافة المحلية بينما لا يتوانى أكبرهم مقامًا من النزول لرغبة أصغر صحفي أجنبي أو عربي مغمور في بلده من محاورته ولا يصبح أمام صحافتنا المسكينة سوى نقل الحوار من تلك الصحف، ودونكم حوار نائب الرئيس الحاج آدم المنشور في عدد من الصحف من بينها «الإنتباهة» أول أمس!
الله المستعان.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش