الشمس تشرق من هنا والضوء الذهبي يتسلل على مساحة الشهقة ما بين (توتيل ) ومكرام ، تستيقظ المدينة تفرك عينيها كحسناء تسحب غطاءها على مهل ، وتخرج نصف عارية لتندثر بعتمة دخان (المباخر ) في محطات اللقيا الصباحية ، تنفض تثاؤبها وتغسل وجهها بمياه (البن) المعتق باللبان العدني وغيوم (الجاولي ) المتصاعد .. (نتلاقى في الجبنة) عبارة حفظتها اذان المدينة ، وان تحتجز مقعداً في قهاوي كسلا وتستقرق السمع هذا يتطلب منك جهداً خاصاً فأنت تجالس مدينة بأكملها تتسرب اليك احاديث المجتمع الرياضية ، السياسية ، والفناجين الصغيرة تحترف الدوران ، اذن ان الجميع يشرب نخب مدينة (فاحشة الجمال) كما وصفها عمر الحاج موسى ، رحمه الله
صحيفة حكايات