بعد الستين عام لامست قدما عبد الغفار علي أحمد أرض الوطن بعد عقود من الشوق والحنين ، فالرجل ولد ببنها بمحافظة القليوبا بمصر في العام 1949 ، من أب شايقي من الزومة ووالدته من نوري ، كان جده لأبيه يعمل بالشرطة المصرية أيام الانجليز وكذلك والد أمه ، ويضيف الرجل الذي يتقطر شوقاً :(أنا أمي وأبوي عاشوا في مصر واتوفوا هناك واخواتي عادوا للسودان بعد الثانوية ، أما أنا جيت بعد بقيت كبير خلاص وعمري ستين سنة ).
تزوج عبد الغفار من فرنسية لم ينجب منها ، ثم مصرية له منها ولدان ، وأخيراً سودانية علي حبله منها خمسة أبناء (بنتين وثلاثة اولاد) ،والآن يقيم بمنزل بمنطقة السجانة مع أخويه في معية أصدقاء سودانيين ومصريين كثر . تجول عبد الغفار بين دول العالم وزار أمريكا ست مرات وفرنسا والمانيا وبريطانيا واليابان وعدد من الدول العربية والافريقية ولكنه لم يزر السودان قبل الآن وهو ابن الـ(60) عاماً .
وبحسب صحيفة حكايات يحكي عبد الغفار عن لحظة وصوله الي مطار الخرطوم قائلاً: (قابلني عسكري الجوازات أديتو الجواز بدا يفتح فيهو صفحة صفحة أكتر من مرة سألتوا بتدور علي إيه ؟ قال لي عن تأشير الخروج قلت ليه أنا أول مرة أجي السودان ، طوالي وقف علي حيلو وحضني شديد وقال لي حبابك عشرة في بلدك ياعمو .. وسلم علي سلام فيه حنان غير عادي موقف ما قادر أوصفوا ) .