ارتفاع اسعار الادوية بين المستوردين و أصحاب الصيدليات

[JUSTIFY]الصيادلة .. هنالك ادوية منقذة للحياة ارتفعت اسعارها و أخري انعدمت

ما زالت مشكلة ارتفاع اسعار الادوية وانعدام وشح بعضها في الصيدليات مستمرة . وبلغت نسبة الزيادة في اسعار بعض الادوية أكثر من 100 % في الشهور الماضية و لم تفلح الجهود المبذولة في الحد من ارتفاع الاسعار

الذي يرجعه اصحاب الصيدليات الي الزيادة في اسعار العملات الحرة مقابل الجنيه السوداني و عدم توفره في السوق الموازي و هو نفس السبب الذي يسوقه اتحاد الصيادلة كما جاء علي لسان عدد من قياداته و تناقلته وسائل الاعلام و كان الاتحاد قد طالب في وقت سابق بتحديد سعر للدولار المستخدم في الاستيراد الا ان ذلك لم يتم ، وظلت مشكلة ارتفاع اسعار الادوية مستمرة وتصاعدت شكاوي المواطنين و ظهر شح و انعدام لبعض الادوية من بينها أدوية منقذة للحياة .

و حاولت الحكومة تحديد اسعار الدواء وكتابتها علي العبوات الا ان الخطوة وجدت معارضة واسعة من جانب المستوردين واصحاب الصيدليات و حينها قال المستوردون ان الخطوة تتعارض مع سياسة التحرير الاقتصادي واشاروا الي انهم يحصلون علي العملات الحرة المستخدمة في الاستيراد من السوق الموازي الذي لا تستطيع الحكومة التحكم في اسعاره فيه . و لم يتم التسعير وظل المواطن تحت رحمة المستوردين واصحاب الصيدليات .

و من خلال جولة للصحيفة ببعض الصيدليات أكد أصحابها انعدام كثير من الادوية بسبب الاحجام عن استيرادها من جانب المستوردين ونفوا تسببهم في الارتفاع وقال بعضهم ان الزيادة في اسعار الادوية قد جعلت نسبة الحراك تقل كثيرا في الصيدليات ، و أكدوا انعدام بعض الادوية من بينها أدوية منقذة للحياة و إرتفاع اسعار أخري لدرجة ان المواطن قد ترك شرائها .

وقال د . مبارك سينين صيدلي مشكلة ارتفاع اسعار الادوية ظلت قائمة لاكثر من 3 سنوات والسبب في رأي هو فشل التصنيع المحلي والاعتماد علي الاستيراد الذي يرتبط بأسعار العملات الحرة مقابل العملة المحلية التي تراجعت كثيرا . و أضاف سينين : البلاد تستورد اكثر من 80 % من احتياجاتها من الدواء من الخارج و كانت الادوية التي يتم استيرادها من سوريا تشكل نسبة كبيرة في هذه النسبة ومع اختلال الاوضاع الامنية صار من الصعوبة بمكان الاستيراد منها و توقفت العديد من الادوية التي كانت تأتي من سوريا . وقال : كنا نتمني ان تهتم الدولة بالتصنيع المحلي حتي لا تقع في مشكلة اسعار العملات الحرة مقابل الجنيه بهذه الصورة الغريبة مشيرا الي ان استيراد مدخلات الانتاج اسهل بكثير من استيراد المنتجات .

وقال عباس عثمان سعيد صاحب صيدلية – : حدث ارتفاع طفيف في اسعار بعض الادوية علي رأسها (الاموكلان) الذي سجل سعره ارتفاعا من 75 الى 80 جنيها كما سجلت بعض الادوية المنقذة للحياة ارتفاعا كبيرا في الاسعار خلال الاسبوع و خاصة الانسولين الذي بلغ سعر الامبولة منه 66 جنيها مقارنة ب 45 جنيها كما ارتفعت أسعار أدوية (القاوت) وبلغ سعر الشريط 25 جنيها مقارنة ب 17جنيها . و أوضح عباس ان ارتفاع اسعار هذه الادوية سببه التوقف و التقليل من استيرادها بسبب ارتفاع اسعارها و صعوبة الحصول علي الدولار في السوق الرسمي . واشار الي ان تصريحات بنك السودان المركزي بشأن توفر العملات الصعبة وعجز المستوردين عن توفير المقابل بالعملة المحلية لا يستند الي واقع وقال : اذا كانت العملات الاجنبية متوفرة في السوق الرسمي وبأسعارها فلماذا يلجأ المستوردون الي السوق السوداء ليشترونها .؟ و طالب عباس الحكومة بالتسهيل علي المستوردين حتي لا يتضرر المواطن .

و حيال الارتفاع عبر عدد من المواطنين عن استيائهم من الزيادات المفاجئة في الاسعار واتهموا اصحاب الصيدليات بالتسبب فيها . وقال الحاج عبدالرحمن الحسن مواطن ان اسعار الادوية ارتفعت بصورة كبيرة وصارت فوق طاقة المواطن و هو ارتفاع صنعه المستوردون واصحاب الصيدليات مستغلين عدم الرقابة عليهم من جانب الحكومة . و ابدي الحاج استغرابه من تحجج اصحاب الصيدليات والمستوردين بأسعار الدولار مقابل العملة المحلية وقال : اذا نظرت الي اسعار الدولار لفترات طويلة تجدها قد حققت استقرارا او حتي تراجعا ولكنه تراجع واستقرار لا ينعكس علي اسعار الادوية التي صارت ترتفع من يوم لآخر .

و قال أحد مستوردي الأدوية طلب عدم ذكر اسمه في رأي ان المتسبب في ارتفاع اسعار الادوية هي الحكومة التي تتعامل مع مشكلة توفير العملات بلا مبالاة تحسد عليها وتري بعينها المستوردين يلجأون للسوق الاسود للحصول عليها وتعرف النتيجة وهي ان اسعار هذه العملات هي التي تحكم الاسعار ارتفاعا وانخفاضا . و أضاف : هنالك ارتفاع عالي في سعر الادوية ولكن كان من الممكن ان يكون أثره خفيفا اذا تمت معالجة اسعار العملات الحرة مقابل الجنيه السوداني او توفيرها للمستوردين في السوق الرسمي

صحيفة اخبار اليوم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version