قطعوك.. الدنيا ما فيها فايدة !!!! سيرة أبو زيد السوداني

[frame=”7 100″][ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]قطعوك.. الدنيا ما فيها فايدة !!
سيرة أبو زيد السوداني
[/ALIGN]

عبر العصور ظلت الأحاجي والأساطير ترسم لنا صورة البطل الفارس الشجاع ذى المقدرات الخارقة الذي لا يقهر حتى أننا نرمز لصاحب القوة الفائقة بأنه صاحب قوة أسطورية، ولكنها غالبا ما تجعل الأسطورة له شئ من الضعف البشري ينقصه من الكمال ويكون نقطة الضعف التي يؤتى من خلالها عندما يتسلل له منها الأعداء ويقضون عليه.
فمثلا نجد أن شمسون الجبار وهو أحد الشخصيات الأسطورية الواردة في الأسفار القديمة، ويسمى شمسون بن منوح حيث يحكي أن امرأة منوح العاقر قد جاءتها البشّرى بأنها سوف تنجب ولدا، وأوصيت بعدم شرب الخمر طوال فترة حملها وأن لا تأتي منكرا، ثم إذا ما أنجبته فلا يجب أن تقربه بموس ولا تحلق له رأسه مدى الحياة وبذلك يكون منذورا لله، وعندما كبر شمسون تميز بالقوة الخارقة حتى أنه كان يشق الأسد نصفين (دلل)، ولكنه افترى على الناس بقوته وجبروته (أكيد لازم) فكانت نهايته حسب التحيز التاريخي ضد النساء ولومهن على كل مصائب الرجال، كانت نهايته بسبب حبه لدليلة التي تآمرت مع الأعداء لتكشف لهم عن موضع ضعفه، فتحايلت عليه حتى اعترف لها بأن ضعفه في شعر رأسه الذي لم يحلقه منذ ولادته، فما كان منها إلا أن انتظرت حتى نام وقامت بقص شعره (الما عندها عُشرة) ففقد قوته وتمكن منه أعداؤه.
وهناك أيضا البطل الإغريقي الأسطوري أخيل والذي ولدته إحدى الحوريات وبعد ولادته أخذته لبحيرة مقدسة وهناك ( مسكتو من عراقيبو وطمستو في المويه) فكان أن اكتسب قوة خارقة، ولكن كانت نهايته أيضا بسبب الخيانة، حيث خانه أبولو الذي أخبر أعداءه بأن نقطة ضعفه (في عرقوبو الذي لم يتبلل بالمويه المقدسة) فما كان منهم إلا أن صوبوا سهامهم نحو (عراقيبو) وقتلوه، وحتى الآن تسمى نقطة ضعف الأنسان ب (عقب أخيل).
أما ملاحم أبطال العرب وأشهرها ملحمة أبو زيد الهلالي الذي ترتكز بطولته على صفتين الأولى هي الشجاعة التي تجاوز بها الطاقة البشرية وكاد أن يعتبر من الخوارق، والصفة الثانية هي الحيلة فقد جعلته الملحمة عالما بمختلف العلوم والفنون واللغات فهو يستطيع أن يتنكر في أي زي وأن يحترف أي مهنة وأن يتحدث بأي لغة فأهلته تلك الصفتين لأن يفوز في حروبه و(يتخارج) من كل المشاكل بصورة أسطورية.
أما نحن (ناس قريعتي راحت) فحكاوي بطولات الفرسان عندنا (شترا عديل كده) فهناك محمد ود السبعة سعالي (البشق) المرفعين، ومحمد أخو فاطمة السمحة (الكتل) الغول أب (نومتن) سنة و(قومتن) سنة، ومن طرايف حكاوي الفروسية والشجاعة السودانية ما سمعته عن قصة بطل أطلقت عليه لقب أبو زيد السوداني، فقد سمعت أن بطلنا الأسطوري كان يخوض حربا ضروسا ويقوم بجندلة الفرسان يمينا ويسارا فيقتل العشرات بكل ضربة سيف حتى كاد أن يفني أعداءه ، فاجتمعوا وأتفقوا بينهم على الغدر به كما فعل وحشي بسيدنا حمزة، وانتدبوا أحد فرسانهم الأقوياء ليباغته من الخلف ويقضي عليه، وكان لهم ذلك بأن تخبأ له الفارس وهاجمه من الخلف بضربة قوية من سيفه أطار بها رأسه (لغاية هنا كويسين)، المبالغة والشتارة تأتي من أن بطلنا من شدة حميته واندماجه في القتال لم ينتبه لقطع رأسه!! وواصل القتال الحامي حتى توقفت المعركة للراحة قرب مغيب الشمس، فذهب وجلس مستندا إلى جذع شجرة وعندها أحس ب(الخَرَم) وهو اشتهاء الصعوط فأخرج (حُقته وكرضم السفة) ثم قذف بها لفمه ولكنها سقطت خلفه لعدم وجود رأسه، حينها فقط انتبه بطلنا أنه مقطوع الرأس ، فقال في حسرة الفارس المهزوم مخاطبا رأسه المفقود:
قطعوك .. الدنيا ما فيها فايدة !!
ثم جك مات
(بالله شوف)

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com[/ALIGN][/frame]

Exit mobile version