في حوار أجراه الصحافي معاوية السقا مع الأستاذة آمال عباس توجه إليها بالسؤال التالي: أيهما أفضل أن يتزوج الرجل على زوجته ويأتي بضرة لها أم يمارس الخيانة خفية؟!
أجابت على الفور حتى إذا تزوج الرجل فالخيانة واردة، هذه ليس معادلة، والمرأة أفضل لها أن يفعل الزوج الشيء الذي لا تعرفه!!
السؤال كان واضحاً ومحدداً لكن هي أيضاً أجابت بدهاء. وقد أظهرت ما تكنه آمال عباس الكاتبة والصحافية المعروفة لأخلاق ماركسيتها، ولم تكترث لألفاظها خاصة أنها امرأة قد تقدمت بها السن وتتلفظ بالألفاظ غير محسوبة، وذلك بعد أن شابت شيبتها ورق عظمها وهي لم تتذكر أو تخشى.
عجباً لها قد ناداها الكتاب فلم تجبه، ونبهها المشيب فما ارعوت أو انزجرت، فقد أصدرت فتوى يسارية لها وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لأنها تصادم قرآناً وسنة وهي تقول: «الأفضل لها أن يفعل الزوج الشيء الذي لا تعرفه»!!
كيف يكون الأفضل للمرأة أن يكون زوجها خائناً وعاشقاً للبنات ويصرف عليهن الأموال الطائلة لإشباع الغريزة ما لم يصرفه على زوجته، ليقضي زوجها شهوته بطرق محرمة ثم بعد ذلك يدفع الشعب ضربية «أبناء الحرام»، وهل الأفضل للمرأة أن يكون لأولادها إخوة غير شرعيين أم الأفضل لأولادها إخوة يشدون عضدهم ويكثرون سوادهم ويفتخرون بهم!! كيف تقولين هذا الكلام الذي يشجع على الخيانة الزوجية!!
وكنت أتأمل في موقف آمال عباس وبين الكاتبة الأمريكية التي قالت: «إن الرجل بفطرته لا يستطيع أن يصبر على امرأة واحدة، فمن أرادت أن تحافظ على زوجها فلتشعره بأنها أكثر من امرأة ولن تستطيع ذلك». آمال عباس لم تنقب في الكتب الإسلامية وآراء العلماء والفقهاء حول التعدد وفقهياته، وهذا يدل أيضاً على تشبعها بالماركسية حتى النخاع.
وأستغرب أن يبدر منها مثل هذه التصريحات دون مراعاة لشعور العلماء والدعاة بالسودان، وتقول مثل هذا القول الشنيع بدون حياء واستحياء مستحلة حكماً قد أباحه الله في قرآنه وسنته.
بل لسنا لوحدنا الذين نرغب في التعدد ونطالب به، فحتى الدول الكافرة بدأت الآن تطالب به وتدعو إلى تطبيقه بعدما رأت ما حل بمجتمعاتها من فساد وانحراف نتيجة كثرة النساء ومحاربتهم لتعدد الزوجات وسماحهم باتخاذ العشيقات، حتى أثر ذلك على بعض مجتمعات تلك الدول فضعف نسلها وقلت مواليدها، ونتيجة لذلك فقد صرح من يعرف شيئاً عن الديانة الإسلامية منهم بتمني الرجوع إلى تعاليمها المرضية وفضائلها الحقيقية ومنها التعدد.
بل إن بعض المثقفات من نساء الأفرنج صرحن بتمني تعدد الزوجات للرجل الواحد لكي يكون لكل امرأة قيم وكفيل من الرجال تركن وتأوي إليه، وليزول بذلك البلاء عنهم، وتصبح بناتهم ربات بيوت وأمهات لأولاد شرعيين.
ويقول الكاتب الإنجليزي «برتراندرسل»: «إن نظام الزواج بامرأة واحدة وتطبيقه تطبيقاً صارماً، قائم على افتراض أن عدد أعضاء الجنسين متساوٍ تقريباً، وما دامت الحالة ليست كذلك فإن في بقائه قسوة بالغة لأولئك اللاتي تضطرهن الظروف إلى البقاء عانسات».
وبعد هذه الاعترافات لا نقول الخيانة أفضل من التعدد لا شرعاً ولا عرفاً، لأن طريقة التعدد هي أقوم الطرق وأعدلها، لأمور يعرفها العقلاء بعيداً عن العواطف والمجاملات منها:
أن الله أجرى العادة على أن الرجال أقل دائماً من النساء في كل إحصائيات الدنيا تقريباً، وأكثر تعرضاً للهلاك في جميع ميادين الحياة كالحروب وحوادث السيارات ونحو ذلك، منذ أن قتل قابيل هابيل والى يومنا هذا، مما يجعل دائماً عدد النساء أكثر من الرجال، فلو قصر الرجل على امرأة واحدة لبقي عدد كبير من الناس من غير زواج، فلربما يحصل بسبب ذلك وقوع شيء من الفواحش كما هو موجود الآن في كثير من البلاد الأجنبية الأخرى.
ومنها أيضاً أن الرجل قد يتزوج واحدة وهذه الواحدة لا تنجب وهو يريد الأولاد، أو قد يتزوج امرأة ثم تمرض مرضاً طويلاً فماذا يعمل الرجل حينها؟ هل يطلقها لأنها مريضة أو لأنها لا تنجب؟ أو يبقيها ويبقى هو مريضاً معها بدون أولاد؟ فإنه إن طلقها لأحد هذه الأسباب فإن هذا من سوء العشرة وظلم للمرأة، وإذا بقي هو معها على هذه الحال فهو ظلم له أيضاً، فالحل إذن أن تبقى زوجة له معززة مكرمة ويتزوج أخرى.
وهنالك بعض النساء قد طلقن وسرحهن زواجهن بإحسان لعوامل كثيرة، فهل يقبل أن نقول لواحدة منهن ابحثي عن شاب تلعبين معه؟ لأنها لا تجد شاباً يرغب في الزواج منها، لكنها تجد رجلاً هو أكبر منها عمراً ومتزوجاً أراد أن يستعف ويعفها، أم الأفضل لزوجته الأولى أن يلعب مع الثيب ولا يتزوجها؟ لا شك أن الزواج أفضل لهم جميعاً مع العلم بأن أغلب الأرامل لا تجد إلا «راجل مرة».
وفيه كثرة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، لا تأتي إلا بتعدد.. قال النبي صلى الله عليه وسلم :«تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة»، لأن الرجل الواحد لو عاش حياته مع امرأة واحدة فإن أولاده في الغالب يكونون أقل من عشرة لكن مع التعدد في الزوجات يتجاوز الواحد العشرين والثلاثين، فيكونون إضافة حقيقية للأمة المسلمة!! لكن إيماننا هو امتثالنا لقول ربنا «فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع وإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم».
ومع جمال هذه الآية الكريمة نتركها لخاطر آمال عباس؟!
صحيفة الإنتباهة
أبو عاقلة أحمد فضل المولى