د. أبو القاسم محمد حبيب الله : أما آن الأوان لهذا الطبيب أن يترجَّل

[JUSTIFY]الدكتور الجراح كمال محمد أحمد أبو سن من أميز الأطباء في جراحة الكلى، ولقد شهدت له أعماله في هذا الجانب، والذي يهمنا كثيراً أن الأخ الدكتور كمال أبو سن وهو زميل دراسة جمعتنا به الظروف في مدرسة المناقل الأميرية الوسطى وسبقنا بفرقة دراسية إلاّ أن من سوانح الحظ أن مكثنا معه في المناقل الأميرية الوسطى فترة طويلة دامت لمدة أربعة أعوام حيث أدركنا السلم التعليمي الذي جاءت به مايو (1969م) في المرحلة الوسطى وشاء اللَّه أن ندرس في المرحلة الوسطى خمس سنوات. وعشنا أجمل أيام الدراسة في هذه المرحلة حيث إن عدد الطلاب كان في المدرسة قليلاً لا يتجاوز «061» طالباً حتى عندما جاء طلاب الاستيعاب أصبح «002» طالب
.
وعندما زار الأخ كمال أبو سن المناقل على أثر افتتاح مستشفى الكلى في المناقل حظيت بمقابلته وطفت معه وتذكر بذكائه الحاد كل الذكريات وأخذ يردد لي كلمات ما زلت أحفظها وأذكرها عندما زارنا بكلية الإنتاج الحيواني التي قامت على مباني المناقل الأميرية فأخذ يستذكر كل شيء ناس الكرة والجمعية الأدبية وكرة القدم والسلة والطائرة ثم المدرسية والعمال والطباخين وكل شيء كان في المدرسة. حتى إن مكتبة دفع اللَّه للأدوات المدرسية. فعاد بنا إلى الماضي والأيام الجميلة التي شكَّلت هذه الأجيال العملاقة
.
وكان الأخ كمال ربطتني به علاقة كبيرة إذ شاءت الظروف أن أكون زميلاً لأخيه الأستاذ نور الدين محمد أحمد أبو سن وشاءت بنا الأقدار أن نسكن في داخلية واحدة في الجامعة وفي حجرة واحدة، وكان كمال يزورنا ونزوره وهو رجل بسيط مهذب في كلامه ورع في معاملاته لن نعرف له شيئاً غير ابتسامته العريضة، يمتاز بحلو المعشر وراجل يحب الأنس والحديث وله تعليقات جميلة
.
وكمال من الأطباء الذين صنعوا أنفسهم ولقد درس بمدرسة الطقيِّع الأولية، وذكر مرة أنه كان يركب الحمار للذهاب للمدرسة ـ حيث تقع بالقرب من القنطرة التي يعمل فيها والده وهو ابن رجل بسيط استطاع أن يعلم أبناءه ـ وتخرج كمال من مدارس القرى والريف وتميّز وتنقّل في المراحل التعليمية المختلفة حتى وصل كلية الطب ثم اجتهد فاستطاع أن يشكّل نفسه ويخلق منها طبيباً ماهراً في عالم الجراحة، ولقد استشفى كثير من الناس على يده بإذن اللَّه سبحانه وتعالى ونحن نعلم بمدى إنسانيته وشهامته. وبالطبع أن أي طبيب لا بد له من الشجاعة والجرأة التي تتوفر لأي شخص. لأن الطبيب يتعرّض إلى مواقف تتطلب شجاعته ومهارته وقدرته في إنقاذ حياة البشر، إن الطبيب الذي يمسك بالمشرط وأدوات العملية لفتح بطن بني آدم تتطلب هذه ضبط النفس، وقدرة وشجاعة لا تدانيها أي شجاعة ومهما كانت الأحوال هل يمكنك أن تضرب بآلة حادة في حالة غضب؟ وإن لم تكن لك قدرة وشجاعة لم تستطع إذا لم تكن في دواخل طبيب لم يفعل ذلك ويقوم بفتح بطن مريض أو معافى
.
فالدكتور كمال أبو سن قدم الكثير لأهله في السودان وقام بعلاج كثير من الناس وأدخل السرور في نفوس كثير من أهل السودان وإن أخفق في عملية لا يعني أنه كان قاصداً ذلك أو أراد الإهمال وإن نجح ماذا نقول غير نثني عليه. وبالطبع ليس هناك طبيب يريد أن يشوه سمعته فكل طبيب يسأل اللَّه التوفيق ويتمنى أن يكون ناجحاً ومتفوقاً في أدائه حتى ينال رضا وإعجاب الناس. وكل طبيب يسعى إلى تحسين سمعته ويحاول أن يشتهر بالعمليات الناجحة التي تعود على الناس بالشفاء. وإن أخطأ كمال فله المغفرة وبالطبع خطأ غير مقصود وإن أصاب فله أجران وبالطبع فإن كمال من أصحاب الأجرين معاً.

إن أمثال د. كمال أبو سن شخصيات لا تتكرر وإنما هم فلتة من فلتات الدهر فعلينا أن نسأل له اللَّه سبحانه وتعالى أن يتجاوز هذه الأمور ويعود بقوة وقدرة أكبر مما كان عليها وألاّ تترك هذه المسائل شيئاً في نفسه ويعود إلى أهله ومواطنيه ويقدم لهم المزيد من الخدمات الطبية وعليه أن يبتغي حسن ثواب الآخرة.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version