كل من يقاتل بليبيا لأجل البقاء كدولة وسط المهددات التي تواجهها من قبل الأجندة الإقليمية لكن الجميع يقاتلون بمفهوم مختلف عن الطرف الثاني، فالإخوان المسلمون يحاولون سياسياً المحافظة على نجاح ثورة «17» فبراير التي أزاحت القذافي، وحمايتها من تدخل الأطراف الإقليمية التي قامت بالانقلاب على الشرعية الانتخابية في مصر، بينما يحاول رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، دعم ذلك المخطط بعد أن أزاح كل الإخوان بشكل ممنهج في الدولة بل وأصبح حربه ضدهم علنية عندما اتهم الإخوان بالسعي لإسقاط حكومته، محاولاً في ذات الوقت تحييد الشعب الليبي منهم، في وقت تقوم المجموعات المسلحة القبلية بدور مختلف عن الإخوان وحكومة زيدان إزاء مخاوفهم من قيام الطرفين بتحجيم دورهم في الثورة وتهميش وضعهم مرة أخرى، يضاف لتلك الأطراف تنظيم القاعدة المتمثل في جماعة «أنصار الشريعة» التي أعلنت أمس الأول تكفير الحكومة، وبخلاف الأربعة فصائل المختلفة المتخاصمة تحاول الأجندة الدولية الدخول عبر بوابات فلول القذافي المتبقية خاصة المرتبطة مع مصر بالاتفاق مع المستشار الرئاسي الذي نصب نفسه مسؤول مخابرات المنطقة بحسب موقع «مغارب اننتلجينس»، بجانب أن حكومة زيدان تريد مساعدة أمريكا في بناء قواتها خلال لقائه مع وزير الخارجية جون كيري في لندن قبل فترة، الأمر الذي ترفضه كل الأطراف المتنازعة في ليبيا.
المهم أن السودان يمكنه نزع فتيل الأزمة في ليبيا الذي قد يتعقد إلى حرب إقليمية بالوكالة عبر علاقته الممتدة مع كل الأطراف الليبية القبلية والسياسية بجانب منظمات المجتمع المدني، هذا بخلاف أن الوسيط السوداني سيكون مقبولاً لكل الأطراف، الأمر الذي يؤهله لأخذ دفة القيادة، لأن انهيار ليبيا إذا وقع فإن محصلته ستكون اختراقاً جديداً للأمن القومي السوداني والإقليمي، خاصة وأن الأطراف المتحاربة لن تقبل أية وساطة أجنبية، مما يجعل السودان مؤهلاً لأخذ زمام القضية وحلها حتى لا تندلع حرب على حدوده يمكن أن تؤثر على أمنه القومي.
صحيفة الإنتباهة
المثني عبد القادر الفحل