الدرامية الرائدة بلقيس عوض أول ضابطة جمارك سودانية

[JUSTIFY]السيدة قوت القلوب عبد الرحمن المهدي ابنة السيد الإمام عبد الرحمن المهدي رجل الاستقلال الأول وابن مفجر الثورة المهدية، الأسرة غنية عن التعريف لأن إنجازاتها تتحدث عن ذلك لكل السودان، أما السيدة قوت القلوب فهي امرأة استثنائية تشبه والدها السيد عبد الرحمن في بعض الصفات القيادية حوار: أفراح تاج الختم الممثلة والرائدة الدرامية المميزة والمبدعة الأستاذة بلقيس عوض من جيل الأوائل الذي أثرى وقدم الكثير للدراما السودانية فهي مرجعية درامية ومعها بعض الممثلات، والأستاذة بلقيس عوض مثلت العديد من الأدوار في الإذاعة والتلفزيون وعلى خشبة المسرح فكان لها إسهامات واضحة لا تخفى على أحد، فهي ملكة الفصحى بالإذاعة السودانية وأول ممثلة تمثل بالفصحى فأدهشت المستمعين والمشاهدين بأدوراها العديدة في سلسلة «حارس المحراب» وسلسلة «التراث العربي» بالإذاعة وفي الكثير من المسلسلات أشهرها أقمار الضواحي والغول، وهي مبدعة في كل مجال، فقد كانت الأستاذة بلقيس أول امرأة تتقلد منصب ضابطة جمارك في وقت كان يصعب فيه على المرأة السودانية أن تتقلد مثل هذا المنصب فمهدت الطريق للكثيرات من بعدها في المجالين.

«الإنتباهة» جلست إليها وحاورتها في اتجاهات عديدة منها دخولها لمجال الجمارك والتثميل وعلاقتها بالشاعر الأبنودي والكثير الخفي والمثير عنها فكانت جريئة وشفيفة في ردودها علينا: ، جلسنا إليها فى منزلها بأم درمان الملازمين فأدهشتنا بحفاوة الاستقبال وبفهمها العميق للأمور، جلسنا معها في صالونها المليء بصور السيد عبد الرحمن والمقتنيات الجميلة والمنظمة فمنزلها عبارة عن متحف مصغر، فكان الحوار معها ممتعًا وشائقًا ونحن نجتر معها ذكرياتها مع الوالد السيد الإمام عبد الرحمن وذكرياتها مع زوجها السيد عبد السلام بن الخليفة عبدالله التعايشي والكثير من المحاور فتفضلوا معنا..

كيف تم دخولك إلى مجال العمل الجمركي؟ وقتها كان يتم التعيين عن طريق مكتب العمل عندما ذهبنا وأبلغناهم بأننا طابعات على الآلة الكاتبة وأوضحوا لنا أن مصلحة الجمارك في حاجة إلى 8 نساء طابعات على الآلة الكاتبة، وعندما قدمنا كنا اثنتين أتى بعدنا خمس.. في عام «1964» عملت في وظيفة طابعة على الآلة وسكرتيرة لمديري الأقسام وعملت في صالات التفتيش فوجدت العمل ممتعًا جدًا وكنت وقتها طالبة في جامعة القاهرة فرع الخرطوم، أعمل في الصباح في الجمارك ومساءً أدرس في الجامعة. تعيينك كأول امرأة ضابطة جمارك كيف تم خصوصًا أنها مهنة يعتبرها البعض في وقتها حكرًا على الرجال؟ تم تعييني كضابط جمارك بعد معاناة طويلة، وقد كنت نشطة وعملت في كل الأقسام، وكنت حريصة على أن أثبت ذاتي، ووجدت إشادة بعملي من كل المسؤولين في المطار، وقد وقف معي المرحوم محمود زكي مدير مطار الخرطوم في وقتها على أن أتقدم بطلب لتعييني كضابط جمارك وزينه بكلام جميل، وقدمت طلبًا بتحويلي من طابعة على الآلة الكاتبة إلى ضابطة جمارك، وعنون الخطاب إلى مدير شؤون الخدمة بوزارة المالية بواسطة السيد مدير عام الجمارك بواسطة السيد مدير مطار الخرطوم، وكان مدير عام الجمارك سيف الدولة عبد الرحمن وسألني وقال لي في «مرة بعملوها ضابط جمارك؟» أوديك وين؟
وتم تعييني كأول ضابطة جمارك في عام 1970م وما أدوني ليها بوحاتي وحاتك «أدوني ليها بالقلع». الضابطات اللاتي زاملنك في فترة عملك في الجمارك ومتى تمت إحالتك إلى المعاش؟ من الذين زاملوني الأستاذة مريم الشفيع وكانت بوظيفة مفتشة نساء وهي ملمة بكل تفاصيل العمل الجمركي وأنا مدينة لها لأنني تعلمت منها خلال فترة عملي في المكتب الإداري، ايضًا من الزميلات كلتوم مهيد وليلى سيد أحمد وتمت إحالتي إلى المعاش في عام 1995م برتبة رائد شرطة وذهبت لكلية الشرطة وتدربت على ركوب الحصان وضرب الكلاشات. المضايقات التي تعرضت لها كضابطة جمارك وأول راتب تقاضيته؟ كنت أسمع الكثير، ولكنني تخطيته بالعزيمة، فكنت أرتدي اليونفورم والكاب وكان وقتها مشهدًا غير عادي.. سودانية وغير مرتدية الثوب السوداني وضابطة جمارك!! فقد وجد المشهد استهجانًا لأنهم لا يرون ذلك إلا في المصريات والإغريق، وبعد أن أصبح لي زميلات تحول المشهد إلى عادي وأول راتب تقاضيته 16 جنيهًا.
مواقف وطرائف في عملك بمطار الخرطوم؟ عندما جاء البروفسير علي شمو وكان وقتها مدير التلفزيون ووقف في الكاونتر وهو يضع شنطته وقال لي «دا ما شغلك أنت زولة فنانة الفن براه وشغل العساكر دا برا»، أيضًا عندما قدم أحد السودانيين من الخليج وقال لي يا أستاذة «عندك مسلسل في الجمارك وللا شنو»؟ وقلت له هذه مهنتي، قال لي أنت ضابط جمارك وللا ممثلة بتمثل ضابط جمارك والكثير من المواقف. دراستك في جامعة القاهرة فرع الخرطوم وبداية الثمثيل معك وكيف كنت توفقين بين الدارسة الجامعية والتمثيل والعمل في الجمارك؟ درست بجامعة القاهرة فرع الخرطوم الدراسات الاجتماعية وعلم النفس أما بداية التمثيل معي فأنا ممثلة منذ أن كان عمري خمس سنوات واستطعت أن أوفق بين كل هذه الأشياء فقد دخلت الإذاعة عام 1961م في نفس عام دخولي للجمارك فقد وجدت مساعدة من زميلتي فائزة محمد سعيد في الجمارك كانت تقوم بإكمال عملي عندما أذهب للإذاعة والتلفزيون وكانوا وقتها في اوج عظمتهم.
تمثيلك بالعربية الفصحى في الإذاعة السودانية حدِّثينا عنه؟ كنت أول ممثلة تمثل بالفصحى «ملكة الفصيح» فقد مثلت في المسلسلات الدينية المكتوبة بالفصحى وسلسلة التراث العربي وفي سلسلة حارس المحراب البرنامج الاذاعي الذي يكتبه فراج الطيب السراج وأيضًا من المسرح العالمي. من هن بنات جيلك في مجال التمثيل وصديقاتك؟ عندما قدمت للحيشان «الإذاعة والتلفزيون» وجدت أربع ممثلات أمامي وقد سبقنني بشهور وهن نفيسة حسين ونفيسة محمد محمود ونعمات حماد وفوزية يوسف وبنات المغربي «سهام وليلى»، بعض من جيلي رحل والبعض هاجر ومازلنا مرجعية للمرأة المبدعة دراميًا في السودان وصديقاتي هن فائزة عمسيب ونفيسة محمد محمود ورابحة محمد محمود
علاقتك بالممثلة تحية زروق؟ علاقة جميلة قدمت أمامها بخمس سنوات للإذاعة وكنت أمثل دور أمها في المسرح لأنها قليلة الحجم، وفي الإذاعة نعمل بندية عالية جدًا فنمثل دور أخوات أو زميلات. أدوار تعتزين بها وعالقة بالذاكرة؟ أجمل مسرحية هي مسرحية زواج السمر للبروفسير عبد الله الطيب وأجمل المسلسلات مسلسل «أقمار الضواحي» للكاتب عبد الناصر الطائف وإخراج المخرج الرائع قاسم أبوزيد. ماهى علاقتك بالشاعر عبد الرحمن الأبنودي وزوجته؟ علاقة لا يقل عمرها عن الـ«40» عامًا وكانت بالصدفة عندما كنت في مصر واثناء دخولي لأحد الاستديوهات أمسك بطرف ثوبي وقال لي الأخت من السودان وقلت له «سجمي عبد الرحمن الأبنودي» وقال لي انتو تعرفوني في السودان وقلت له الما بعرف عبد الرحمن الابنودي ليس له صلة بالثقافة وبعدها أصبحنا أصدقاء، وعندما قدم للسودان للمهرجان الذي نظمه الرئيس نميري ودعا فيه مجموعة من الشعراء والتشكيليين وكان من بينهم وفى نفس اليوم الذى دعته فيه والدتي لزيارتنا في المنزل تزامن مع دعوة أخرى من الأستاذ بهاء الدين وقد ألحوا عليه لتلبية دعوة بهاء الدين وقلت له اذهب معهم، وقال لي «انا مش رايح لك انا رايح للحاجة زينب والبت فطاني» والدتي وابنتي فاطمة وكان يحبها جدًا. زواجك من الأستاذ يوسف السماني وثمرة الزواج؟ تزوجت في فترة عملي بالجمارك وقد شاركت في مسرحية «بامسيكا» وكنت بطلة من ابطالها وشارك ايضًا فى بطولتها الثنائى الوطنى يوسف السمانى ومحمد حميدة، وبعدها بدأت علاقتى بزوجي يوسف السماني وثمرة الزواج ابنة واحدة هى شمياء وقد انفصلت من زوجى وخلافنا لم يكن فى العمل الابداعي وقالت «عيش وانقطع»، ولم تكن هناك اشكالية، انا ممثلة وهو مغنٍ بل كان يقوم بمساعدتي في المنزل. ذكرياتك في مدرسة البعثة التعليمية المصرية «الكلية القبطية للبنات» ودراستك بخلوة محمد بابكر؟ درست في المدرسة القبطية وقد كنا نسكن في منزل جدي ركابي موقع قاعة الصداقة الآن وزاملت الصحفية آمال مينا وهى من اوائل الصحفيات ودرسنا فى صف واحد وكانت تجلس بجواري، اما دراستى فى خلوة محمد بابكر المقرئ فى اذاعة ام درمان فقد حفظت السيرة والقرآن وكنت احرز اعلى نسبة بين زميلاتى فى التربية الإسلامية. ضعف مشاركة الدراما السودانية خارجيًا؟ اي عمل ابداعي لا يصرف عليه لا يسوق وبالتالى لا ينجح، فالدراما مثل الارض المزروعة، فالدراما ترويها تديك، فحكايات سودانية نجحت لأن الشروق تصرف عليها، وقد اخذنا اكثر من جائزة ذهبية فيها، وانا فزت بجائزة فى فليم الرضى ايضًا جائزة ذهبية فى فيلم «وتصبحون على وطن» لابوبكر الشيخ.
البعض يتهمكم كممثلين كبار بانكم تطالبون بمبالغ عالية، وهل للشكل دور فى التمثيل؟ ضحكت وقالت: دي اشاعة، وانا شخصيًا امثل مجانًا وهي الملاليم البدونا ليها فى اى فليم دي قروش، اما بالنسبة للشكل فليس له دور، فالموهبة هى الاساس، وقد نجحت الكثير من الممثلاث العالميات وكنّ غير جميلات.

صحيفة الإنتباهة
حوار: أفراح تاج الختم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version