أكره ما أكره أن يبصق المرء على الإناء الذي تناول عليه طعامه ويحضرني الآن المثل الدارج الذي يقول إن «التور إن وقع كترت سكاكينو»، ولكنها سكاكين جبانة لم تقوَ على الخروج من أغمادها وظل أصحابها مغمورين يعيشون في الظل ولكنهم الآن «لقو الهواء وضرو عيشهم» فخرجوا على الصحف يقنعونها بدكتاتورية الرجل واتهامه بمواقف بعيدة عن عقيدته وفكره وليس أسهل من تكذيب تلك الاتهامات فلا بد أن محاضر الاجتماعات وكذلك كتابات الرجل موثقة ويمكن الرجوع إليها بسهولة ولا أظن أن عاقلاً يصدق أن الطيب مصطفى قد وصف قيادات الجبهة الثورية بـ«الشرفاء» أو دعا للتطبيع مع إسرائيل» فهذه فكرة لا تنتطح عليها عنزتان..الخلاف موجود منذ عهد الرسالة الأول ولكن للاختلاف أدبه ولا يخول لأحد أن يفتري على آخر ليكسب موقفًا يشفي به غليله ويطفئ به حقده.
أقل ما يوصف به «الباشمهندس» أنه كريم وقد كنا نرى نظرات الغيرة في عيون بعض الزملاء عندما نتقابل في التغطيات ويقولون لنا وهم يضحكون: «إنتو ما أولاد الطيب مصطفى».. نعم نحن أولاده ويكفي أن أدلل على كرمه بأنه بالتنسيق مع بقية أعضاء مجلس الإدارة أصدر قرارًا بتمليك رؤساء الأقسام سيارات بموجب سلفيات تُخصم على أربع سنوات دون فوائد بعد رسالة أرسلناها له وهو في طريقه لاجتماع مجلس إدارة، فأي شخص في موقعه يستجيب بهذه السرعة؟ وبعض الصحف لا تمكِّن صحفييها من مرتباتهم في حينها.
هذه شهادة حق أردت قولها ولا أظن أن أحدًا سيتهمني بأنني أنتظر من ورائها مصلحة فأنا مازلت أعمل في «الإنتباهة» مكرَّمة معزَّزة ولكن الساكت عن الحق شيطان أخرس.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]