[JUSTIFY]ولسان حاله يقول (( ألاّ حياء في السياسية )) ، وجه فاروق أبو عيسي نقداً لاذعا لحزب البعث العربي بزعامة علي الريح السنهوري واعتبر البعثيون عموماً أناس سطحيون !! وقال أبو عيسي دون أن يحمر وجهه خجلاً أن البعث يرفض كل مشروعات التعاون مع الجبهة الثورية بحجة أنها مدعومة من القوي الصهيو أمريكية !! وبالطبع لا يدري هنا ماذا كان هذا الموقف من جانب البعث منقصة ومذمة أم مدح ؟ ولعل أكثر ما يؤسف فيما يقوله ويفعله أبو عيسي انه لا يلتفت إطلاقا إلي الواقع علي الرغم من أنه ذي خلفية قانونية والقانونيون عادة هم أكثر الناس واقعية وعلي الرغم ايضاً من أنه يزعم أنه سياسي عريق وعتيق والساسة معروفون بأنهم الأشد إيمانا بالواقع والواقعية ! والأكثر مدعاة للدهشة أن أبو عيسي في معرض تصريحاته هذه الأسبوع الماضي هاجم في وقت واحد عبر رشاش آلي طائش ثلاثة من أهم أحزاب تحالف المعارضة هم الأمة القومي والشعب والبعث !! لنا تصور أن رجلاً واَتته الظروف ليكون رئيساً لهيئة التحالف رغم أنه يصنف سياسياً من فئة ( البدون السياسي ) حيث لا يرتكز علي حزب معتبر ، ولا يعرف له نضال سياسي حقيقي يتجاوز أمانة اتحاد المحامين العرب وبضع سنوات كالحة في نظام مايو شارك خلالها في قتل واغتيالات وسفك دماء وتأميم ممتلكات ! ، رجل بهذه السيرة الذاتية المتواضعة الخجولة أتاح له قادة المعارضة ربما لأسباب ( سودانية بحته ) مردها إلي المجادلة السودانية المعروفة وتوقير الكبير ، وإغاثة الملهوف ، ومؤانسة ( الوحيد ) حتى لا تقتله الوحدة الموحشة ، أن يكون رئيساً لهيئة التحالف ثم لا يكتفي بهذا ( المنصب الشرفي ) ولكنه يصوب رصاص تصريحاته وانتقاداته صوب ( من يحملونه ) ! أبو عيسي قال عن الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي أنه ( متواطئ ) ! وأما الشعبي فهو ( متذبذب ) والبعث سطحي لمجرد أن الأخير تحدث عن علاقة الثورية المعروفة بالدوائر الصهيونية الساطعة كالشمس ! لقد بات أكرم وأفضل لأبو عيسي ، وبدلاً من أن يترأس هيئة تحالف لا يملك فيها ( أسهماً سياسية ) سوي سهم واحد ، وبدلاً من أن تكون كل اهتماماته ، تفتيش ( نوايا ) وخبايا قادة التحالف والتخويف من هذا والتحذير من ذاك ، بحيث أن يقضي الرجل بهدوء ومهارة يحسد عليها علي التحالف ، وهو أصلا تحالف هش وضعيف . بدلاً عن كل ذلك فقد كان ولا يزال أكرم لأبو عيسي أن يلتحق بالجبهة الثورية ، طالما أنه يحبها كل هذا الحب وان المثورية كما قال في ذات التصريح ( انضمامها إلي وثيقة الإعلام الدستوري سوف يشكل إضافة اكبر من استمرار الأمة القومي والبعث والشعبي في التحالف ) !! طالما أن الأمر كذلك فإن الثورية بنظر أبو عيسي هي ملازمة الأخير فهي ايضاً تضم ( عاطلين ) عن العمل السياسي وقادة بلا أحزاب أمثال عرمان وعقار والحلو ، وان كان من عائق قد يعيق انضمام أبو عيسي إلي الثورية ، فهو ( لونه الفاقع ) ، الذي ربما لا يتماشي مع أدبيات قادة الثورية ، ولكن باستطاعة أبو عيسي أن يتجاوز هذه المعضلة بان يكون سفيراً للثورية في كمبالا مقيماً بالخرطوم !!