(كل الموضوع) أن يسمع فلان أنو علان أخبره بأن هناك (كركبة) في السوق العربي لينمو الخبر ويترعرع حتى يبلغ الحلم الخيالي في صيغة (خلاص ولعت)..!!
نضال المعارضة في السودان يعتمد اعتماداً كاملاً على فشل الحكومة أو أخطائها أو ينتظر مواسم الفلس وأي موجة ضغوط تمر بها الحكومة وتسمي تلك الظروف أو الضغوط نضالاً سياسياً ضد الحكومة..!!
هذا النضال .. نضال المعارضة جماهيره ليست هي تلك التي تحاول الخروج للشارع في كل مرة بل ليس بينهم وبين قيادات المعارضة حتى الحد الأدنى من التعارف الذي يجمع بين الناس..
لماذا لا تعيد قوى المعارضة التفكير جدياً في حوار مع الحكومة حول شروط وضمانات تطلبها لخوض الانتخابات .. وأنا متأكد أن الحكومة وحزبها الحاكم لن ترفض لأنها تعتبر أن خوضكم للانتخابات هو بطاقة ضمان للاعتراف الكامل بالنتيجة وبالتالي الإقرار بشرعية النظام .. لن يرفضوا القبول بشروط خاصة بالنزاهة والشفافية والرقابة الدولية والإقليمية والمحلية النزيهة..
صدقوني انتخابات بضمانات أكبر أفضل من التعنت في موقف المقاطعة المبكرة .. فقد قاطعت الأحزاب الانتخابات السابقة وانتظرت سقوط النظام وها هي الدورة تنتهي بعد أشهر فما المانع من أن تتركوا مناكفاتكم وتنظيراتكم وتتفقوا على تقديم ورقة مرئيات أو شروط رقابة للدخول في الانتخابات .. ولو كانت حكاية المؤتمر الوطني هي عقدة تريدون إنهاءها فما المانع أن تخوضوا الانتخابات بقائمة واحدة.. مع ضمانات دولية .. أبعدوا هذا الهاجس من رؤوسكم هاجس التزوير وتغيير النتيجة وفكروا بشكل إيجابي فإسقاط النظام عبر صناديق الانتخابات أمر ممكن لو كانت المعارضة تمتلك ثقة في نفسها وفي قياداتها وفي جماهيرها..
حتى لو خاضت الانتخابات في ظل ما تسمي بالقوانين المقيدة للحريات، لأن تلك القوانين لو لم تخصم من رصيد المؤتمر الوطني فإنها لن تضيف إليه شيئاً..
أحزاب المعارضة تحتاج لثقة أكبر في نفسها فعقدة تغيير النظام بثورة شعبية ثالثة في السودان، هذه عقدة مسيطرة على تفكيرها وتصيبها بحالة شلل وتبلد وتوهان .. والمعارضة لا تراهن على قوتها بل على ضعف النظام وحتى حين ضاقت الحلقات الاقتصادية على النظام وأصيب بإرهاق سياسي وإغماءات (وعينو طلعت) لم تتمكن المعارضة من الإطاحة به لأنها لا تمتلك إرادة جماهيرية منظمة بل تنتظر ما ينتجه الحراك التلقائي دون الحرص حتى على التمييز بين أجندة ذلك الحراك وسلوكه الجمعي..
قوى المعارضة لا يجب أن تحسب لنفسها نقطة إيجابية في رصيد المحاولة بما حدث في سبتمبر لأن ما حدث في سبتمبر لا علاقة له بجماهير هذه الأحزاب..
استهدوا بالله و((زبطوا)) حالكم وخوضوا الانتخابات بعد ان تضمنوا نزاهتها بآليات وشروط معروفة في كل الدنيا وفي اعتقادي أن الحزب الحاكم سيوافق على معظم شروط ضمان النزاهة .. فقط جربوا..
صحيفة اليوم التالي
جمال علي حسن
ع.ش