وحين إتضحت نوايا العسكر أنهم ينوون تحويلها إلى حكم عسكري قابض و أصدروا قانوناً بمنع التظاهر وأقروا في الدستور قانون المحاكمات العسكرية للمدنيين بدعم من الذين لحسوا البوت الأيمن .. قام الذين لحسوا البوت الأيسر بعمل تظاهرة سلمية أمام مجلس الشعب ضد هذه القوانين بينما كانت لجنة الخمسين لوضع الدستور تجتمع في مجلس الشعب .. فقام العسكر بفض المظاهرة وأعتقل الليبراليين الذين لحسوا البوت الأيسر واحتجزهم تحت القاعة التي يتناقش فيها الليبراليون الذين لحسوا البوت الأيمن عن الدستور !!
وحين عرف عمرو موسى “رئيس لجنة وضع الدستور” أن تحت قاعتهم بالضبط معتقلون .. قام بالإتصال بوزير الداخلية وقال له “كده عيب يا سيادة الوزير .. مينفعش تحطوا المعتقلين تحتنا.. خدوهم أي حتة تانية شكلنا بقى وحش أوي.. والناس “تؤول” علينا إيه” المهم أن وزارة الداخلية رحلت عشرات المعتقلين من الليبراليين الذين لحسوا البوت الأيسر إلى أماكن إعتقالهم وواصل عمرو موسى ومن معه من الذين لحسوا البوت الأيمن في وضع الدستور المصري العظيم!
الإعتراف بالخطأ فضيلة.. لذا ستكون “فاضلاً” حين تؤيد إنقلاباً في مصر أو السودان أو طشقند ثم لما تكتشف أنك أخطأت أن ترجع عن ذلك وتنحاز للقيم والمبادئ, ولكن العيب كل العيب أن تكابر وتستمرء الإستمرار في خطأك.. لذلك أقول لكل الذين لا يزالون يؤيدون نظام البشير أو السيسي ان يعدلوا عن خطئهم وينحازوا للقيم العليا لا لأيديولوجياتهم .. أو أن يكفوا عن إعطاء الآخرين دروساً في الديموقراطية وحقوق الإنسان لأنهم ليسوا سوى ظلمة وإن لاكت ألسنتهم كلمة الحرية صباح مساء!
لؤى المستشار