ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺭﺍﻕ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻬﺎﺟﻢ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻧﺎﺩﻳﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺧﺎﻟﻒ ﺗﺬﻛﺮ ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺴﻴﺮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻢ ﻋﻤﺎ ﻳﻀﻤﺮﻩ ﻟﻜﻞ ﻭﻃﻨﻲ ﻏﻴﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﻭﻃﻨﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﻮﺑﻞ ﺑﻨﻘﺪ ﻻﺫﻉ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺩﻭﺍ ﻋﻠﻲ ﻣﺎ ﺳﻄﺮﻩ ﻣﺪﻋﻲ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻇﻨﺎً ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﺳﺘﻤﻀﻲ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺩﻭﺩﺍً ﺃﺛﻠﺠﺖ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ ﻭﻛﺸﻔﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻈﺮ ﺑﻪ ﻟﻺﻋﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﺣﻠﺔ ﻧﺎﺩﻳﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺑﺤﻘﺪ ﻭﺣﺴﺪ ﻭﻫﻲ ﻧﻈﺮﺓ ﺗﻔﺼﺢ ﻋﻦ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻛﻞ ﺇﻧﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﻨﻀﺢ ﻭﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺴﻖ ﺳﻘﻂ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺪﻋﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻪ ﺑﺤﺴﻢ ﺷﺪﻳﺪ ﻟﻢ ﺃﺷﻬﺪ ﻟﻪ ﻣﺜﻴﻼً ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﻛﺸﻔﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﺳﻴﺮﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﺑﺎﻹﺳﺎﺀﺓ ﻟﻤﻦ ﻫﻲ ﺍﻵﻥ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ.
ﻇﻠﺖ ﻧﺎﺩﻳﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺳﻴﺮﺓ ﻧﺎﺻﻌﺔ ﺍﻟﺒﻴﺎﺽ.. ﻭﺩﺍﺋﻤﺔ ﺍﻻﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰﺕ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﻠﻚ ﺍﻷﻭﻗﺎﺕ ﻓﻬﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﻔﻮﻳﺔ.. ﺃﺣﺒﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺒﺎﺩﻟﺘﻬﻢ ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻘﻠﺐ ﻣﻔﺘﻮﺡ ﺩﻭﻥ ﺭﻳﺎﺀ ﻓﺎﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻲ ﻣﻜﺎﻧﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻠﻬﻢ ﻛﺈﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺷﺎﻋﺮﺓ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺃﺩﻭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺼﻘﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻤﻮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺠﻴﺪ ﻛﻞ ﺿﺮﻭﺏ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻤﺖ ﺑﻬﺎ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﺭﻕ.
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﺍﺭﺗﻜﺐ ﺟﺮﻣﺎً ﻟﻦ ﻳﻘﺘﻔﺮﻩ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ.. ﺟﺮﻣﺎً ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﺪ.. ﻧﺎﺳﻴﺎً ﺃﻭ ﻣﺘﻨﺎﺳﻴﺎً ﺃﻥ ﻣﻦ ﺳﺒﻘﻮﻧﺎ ﻋﻠﻤﻮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺬﻛﺮ ﻣﺤﺎﺳﻦ ﻣﻮﺗﺎﻧﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺪﻱ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﺃﻭ ﻳﺼﻤﺖ.. ﻓﻨﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺇﻧﺴﺎﻧﺔ ﻣﺤﻞ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺧﺮﺟﺖ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ ﻭﺷﺎﻋﺮﺓ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺃﺩﻭﺍﺗﻬﺎ ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺫﻛﺮﺍﻫﺎ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ
ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮﻱ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻱ. ﺃﻟﻢ ﻳﻘﺮﺃ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ : (ﻛُﻞُّ ﻣَﻦْ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻓَﺎﻥٍ، ﻭَﻳَﺒْﻘَﻰ ﻭَﺟْﻪُ ﺭَﺑِّﻚَ ﺫُﻭ ﺍﻟْﺠَﻠَﺎﻝِ ﻭَﺍﻟْﺈِﻛْﺮَﺍﻡِ) ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻋﻈﺔ ﻭﻋﺒﺮﺓ ﻟﻤﻦ ﻻ ﻳﺘﻌﻆ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﻓﺎﺷﻼً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻓﻼ ﺗﺴﻘﻂ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﻧﺠﺤﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﺄﻧﻚ ﺳﺘﺰﻭﻝ ﻭﺗﻘﻬﺮ ﺑﻤﺎ ﺗﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﺳﺎقط ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺗﺘﺴﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻗﻮﺍ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﺄﻧﺖ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺗﺬﻛﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻧﻬﺎﻳﺘﻚ ﻓﻲ ﻛﻔﻦ ﻭﻗﺒﺮ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻔﺮﺡ ﻛﺎﺭﻫﻴﻚ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺤﺰﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﻚ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﻓﺄﻧﺖ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﻼ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﻭﺻﻠﺖ.. ﺍﻟﺠﻨﺎﺯﺓ ﻣﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺛﻢ ﻳﻨﺘﻘﻠﻮﻥ ﺇﻟﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﺪﻭﻩ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﻧﺎﺩﻳﺔ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺃﺗﺖ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻓﺄﺑﺪﻋﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﺛﻢ ﺭﺣﻠﺖ ﻣﺨﻠﻔﺔ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺃﺭﺛﺎً ﺇﺑﺪﺍﻋﻴﺎً ﺿﺨﻤﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺍﻷﺷﻌﺎﺭ.
الخرطوم : سراج النعيم