أبيي.. حقائق ووثائق

[ALIGN=CENTER]أبيي.. حقائق ووثائق [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]أحيانا تطفو بعض الاحداث والمواقف فتنسينا ما نحن فيه من ويلات وما ينتظرنا من تحديات داخلية تسببت ومازالت تتسبب في تحديات خارجية لذلك ظللنا ندعو ومازلنا ندعو لتفعيل الحراك الداخلي لاستكمال السلام خاصة في دارفور ومعالجة كل القضايا العالقة بما يعزز وحدة البلاد ارضا وشعبا ويهئ المناخ للحل السلمي القومي الديمقراطي.
* من القضايا القديمة المتجددة التي تم الانتباه لها مؤخرا قضية ابيي التي كانت ومازلنا نأمل ان تكون منطقة تمازج وتعايش ضروري ليس فيها وحدها وانما في كل ربوع البلاد تعايش يعزز حقوق المواطنة والسلام الاجتماعي اللازم للحفاظ على بناء الامة واستقرارها وخيرها وعمرانها وتنميتها وعدلها.
* من بين الجهود المقدرة المطروحة في الساحة حول مسألة ابيي، كتاب وثائقي مختصر ومهم أعده الصادق بابو نمر تحت عنوان (ابيي حقائق ووثائق) زيَّنه بصورة نادرة تجمع بين السلطان دينج ماجوك والناظر بابو نمر (مارس1966م) وهي صورة تجسد التلاحم بين المسيرية ودينكا نقوك.
* دعا مؤلف الكتاب الحكومة او بمعني ادق المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لان يرفعا أيديهما عن شعب المنطقة وان يكفا عن الحلول الثنائية المجزأة وان يبعدا الاجانب عن مشروعات الحلول وان يتركا الأمر لابناء المنطقة من القبيلتين الكبيرتين بما لهما من صلات وماضٍ وعلاقات طيبة قادرة على حل ازمة ابيي.
* يقول الصادق بابو نمر في مقدمة الكتاب: ان دينكا نقوك مواطنون سودانيون لهم ما للآخر وعليهم ما على الآخر من حقوق وواجبات وان امكانية التعايش السلمي بينهما ممكنة وهي الاسلم والاجدي وان محاولة فرض اي واقع عليهما بقوة السلاح من المستحيلات.
* استعرض الكاتب الاوضاع الجغرافية والسكانية في المنطقة منذ التاريخ القديم وحتى التاريخ الحديث وكيف كانت العلاقات بين ابناء المنطقة من القبيلتين وغيرهما من القبائل تتسم بالود والصداقة لولا الاجندة السياسية التي يحاول البعض – للاسف من ابناء المنطقة نفسها- تمريرها على حساب امن واستقرار وسلام كل شعب المنطقة.
* انتقل الى المشاكل الادارية التي بدأت تتسبب في زرع بذور الفتنة بين القبيلتين المتعايشتين واشار للجهود التي بذلت من اجل محاصرة الفتنة وركز على آلية حل النزاعات القبلية الى ان خلص الى الوضع الحالي الذي بدأ يتبلور منذ اتفاقية الخرطوم للسلام1993م وكيف ان ظهور البترول في المنطقة ادى الى تعقيدها اكثر.
* هذا الكتاب المعد باللغتين العربية والانجليزية يحوي وثائق تاريخية مهمة، ويشكل اضافة حقيقية لتعزيز الحوار الداخلي الأهم لمحاصرة الخلافات الحزبية الفوقية حول الوضع الاداري لأبيي التي يمكن ان تكون منطقة تمازج وتعايش نموذجي للسودان الجامع الذي يستمتع المواطنون فيه بكامل حقوق المواطنة وبكامل خيراته الظاهرة والباطنة بعيدا عن النزاعات والعنف والعنف المضاد.[/ALIGN]

كلام الناس- السوداني – العدد رقم 1089 – 2008-11-25

Exit mobile version