ام وضاح : خبير في الطحنية !!

[JUSTIFY]منذ فترة طويلة ألاحظ وأرصد انتشار وظيفة في معظم الوزارات والمؤسسات بشكل ملفت ومحير، والوظيفة هذه لا اختلف مع أحد أنها مهمة لو أن الاسم والمعنى والمهمة تطابقت وانصبت وتأطرت في قالبها الطبيعي، لكن أن تفرغ من محتواها الحقيقي ودورها المهم لتكون وعاءً للمجاملات واستيعاب العطالى، فهذا ما يجعلها بهذا الشكل الفاضح المكشوف خواءً وفراغاً من الفكرة والمضمون والمنتوج.. والوظيفة التي أقصدها هي موضة استشرت في الوزارات والمؤسسات الحكومية هذه الأيام، وبعضهم يعين موظفاً في درجة مستشار أو خبير، والأخيرة هذه بالكوم والردوم لم تستثنَ أحداً من المعارف أو الأصدقاء الذين لهم صلة بالوزير الفلاني أو المسؤول العلاني، والحاجة البفهمها وبعرفها أن من يصل درجة خبير أو مستشار لوزارة ما، فهذا معناه أن هذا الخبير متبحر دراسة وبحوثاً ومعرفة في الشأن الذي يستشار فيه ليكون مرجعية لهذه المؤسسة أو ذاك الوزير.. لكن أن يكون زول «عنقالي» ساي معرفته بتخصص الوزارة ومسؤولياتها لا يتعدى الذي يعرفه موظف العلاقات العامة بها، ورغم ذلك يخصص له مكتب ومرتب وعلاوات و«قاشر» في الطالعة والنازلة بأنه خبير ومستشار، فهذا قمة الفساد الإداري وعطاء من لا يملك لمن لا يستحق!!

وبالمناسبة هذه الوظائف ورغم أهميتها إن كان المقصود والمطلوب منها وضع استراتيجيات لهذه المؤسسات رغم أهميتها وحساسيتها، إلا أنها الوحيدة التي لا تتم وفق معاينات أو اختبارات معلنة، ومعظمها إن لم تكن كلها «كتامي»، وتتم في الخفاء، وفجأة كدا نشوف ليك زول دخيل على الوزارة أو المؤسسة، تسأل منو يقولوا ده خبير أو مستشار وهو ليس أهلاً للخبرة ولا جديراً بالاستشارة، لكنه لقب يفتح أبواب المسؤولين ويمنح الرواتب والمخصصات لنعيد بذلك العهد الاقطاعي، الذي كانت تمنح فيه المميزات والعطايا لزوار البلاط الملكي والرعايا المقربين من اللوردات والبكوات، وهؤلاء الخبراء والمستشارون هم لوردات وبكوات الإنقاذ الجدد!!

على فكرة آخر لقب استمعت له أو بالأحرى شاهدته كان لشخص تمت استضافته على أحد الفضائيات قبل أيام، وكان التعريف لوظيفته أنه خبير وطني، والبعرفو أن الشخص ممكن يكون خبيراً اقتصادياً أو خبيراً سياسياً أو خبيراً في الأسلحة، لكن خبيراً في الوطنية دي جديدة وشديدة وقوية!! يا ربي أكون قريت غلط وهو خبير في الطحنية؟؟!!

كملة عزيزة

والله زعلت جداً جداً والدكتور المتعافي وزير الزراعة الذي وإن ترجل عن كرسي الوزارة سيكون قد خلف وراءه ورثة مثقلة من الاخفاقات آخرها فشل الموسم الزراعي للقمح، وقبلها تقاوى عباد الشمس التي لم يعرف لها «كتيل»، زعلت جداً جداً وهو يقول في حواره بالزميلة «الاهرام» إنه ما عنده مشكلة إن ترك الكرسي الوزاري، ويكفيه فقط اسبوع يقنع فيه ولده الشغال في دبي بالزواج وبعدها يعود ليزاول أي مجال استثماري يختاره، وهو أمر بالنسبة له سهل لأن الكاش موجود.. زعلت والله لأنه يبدو لي أنه لا مسؤول لدينا تترك الاخفاقات في داخله حرجاً ولا السلبيات إحساساً بالتقصير أو حتى وخز الضمير!!
كلمة أعز

قال المؤتمر الشعبي إن حزب الأمة كان وراء فصل الجنوب، وقال الأمة إن الشعبي هو السبب في مشكلة دارفور، والمؤتمر الوطني شغال هرس في الناس يا اخوانا دي «أحزاب» الشعب السوداني واللا «أحزان الشعب السوداني»!!!!

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version