وكشفت مصادر (حكايات)، أن الطبيب المزيف الذي زاول مهنته بقرية (مدسيس) المجاورة لمدينة تندلتي بولاية النيل الأبيض، اختار أن يزّين كتفه بـ (نجمتين وصقر)، دلالة على انه (بيحب في الجيش العلامتو عقيد)، كما تقول الأغنية الشعبية التي تمجّد ضباط الجيش السوداني.
وبلغت فتوحات الطبيب المزيف في الطب، أسماع السلطات الأمنية بالولاية، فكشفت تحرياتها بأنه ناشط في العمليات الجراحية والوصفات، ما أحيت منها وما قتلت، دون أدنى علاقة له بالطب أو شرف العسكرية الرفيع، ووجدته يحمل ترخيصاً مزوراً لمستر (خيالي) إسمه (معتصم ابراهيم العبيد أحمد)، أصدره عن مجلس التخصصات الطبية في العام 2004م، بتوقيع الوزير مأمون حميدة، يتيح له تطبيب النساء والجراحة والأطفال و(نبش) البطون، بالإضافة لزمالة جراحين من جامعة أدنبرة، ووقتها لم يكن البروفيسور حمّيدة قد استوى على عرش طب الخرطوم وزيراً.
وأبدى (الزول البحب في الجيش العلامتو عقيد)، أبدى ثقة وجسارة أثناء التحريات، ولم يترك مصطلحاً لم يستخدمه تأكيداً لجدارته في الطبابة (خبرة ساكت)، قبل أن تودعه السلطات حراسة القسم الشرقي بمدينة كوستي، ريثما تضع مزاعمه أمام منصة القاضي.
وكانت سلطات سجن الدامر قد أطلقت سراح طبيب مزيف، مارس الطب (جراحة وتعديلاً) بمستشفى عطبرة لأكثر من (6) سنوات، بعد أن قضى عقوبة السجن التي أوقعها عليه القاضي عبدالمنعم يونس الذي أدانه بالسجن والغرامة، وفقاً للفقرتين (أ/ ب) من المادة (35) لقانون المجلس الطبي، والمادة (93) من القانون الجنائي.
وقال طبيب عطبرة المزيف عقب خروجه من السجن، انه نجح في أداء امتحان شهادة الأساس من داخل الحبس تمهيداً لتحقيق حلمه في أن يكون طبيباً (لا فيهو شق ولا طق) بعد حصوله على (220) درجة، وفقاً لما أوردته “التيار” وقتها. وألمح ضاحكاً بأنه لم يبخل بخبراته الطبيبة في تقديم خدمات علاجية لنزلاء سجن الدامر، ولكن.. (على خفيف)! وجدي الكردي