في حقيقة الامر هنالك مقولة سائدة في جنوب السودان وهى إن الاحلام تتبدد.ومن منظور الواقع، هنالك انتقادات لاذعة توجه ضد الحزب الحاكم ونظامه القائم لما يسميه بعض الساسة بفقدان الرؤية ويسميه البعض الاخر ببوادر الانزلاق نحو حافة الفساد ولكن في ظل هذه التداعيات يزل الحاجة الى تطوير الخدمات الصحية والعمل على خلق مشاريع تنموية حيوية هو ما يشغل الراي العام أكثر اي شئ آخر في الوقت الذي لا توجد أسباب منطقية تجعل السلطات ان تتراجع عن مسؤوليتها في رفع الكفاءة للعاملين في قطاع التعليم وتحسين البيئة الخاصة بهم لتكون لائقة وحتى من يستهدفهم التعليم المبكر والمتاخر حاليا لا يعادلون نصف العدد الكلي لسكان جنوب السودان الذين يعادلون (10) مليون بموجب تقديرات اعدها منظمات دولية.
من حق المواطنين ان ينتابهم الشعور بتبدد الاحلام وهم يعيشون ظروف اقتصادية قاسية لا تختلف كثيرا عن تلك التي تواجه المواطنين الصوماليين من قسوة المعيشة والحياة في العاصمة مقديشو كما ان الضغط السكاني المتزايد للمدن في جنوب السودان يشير الى ان الحكومة زلت ولا تزال غير مدركة للحلول الممكنة لدوافع الهجرة من الريف الى المدينة وقد اثبتت الاستقصاءات ان دوافع تلك الهجرة الاضطرارية تعود لانعدام الخدمات الطبية في تلك المناطق بالاضافة الى تدهور بيئة التعليم هناك او لفقدان الامن بالنسبة لاكثر المناطق تعرضا لكافة اشكال العنف فاكثر الاسئلة التي يتعرض لها المواطنين الان هى هل تتمتعون بخدمات طبية جيدة؟ وهل يحزى معظم الاطفال بمدارس لائقة؟ هل هنالك أمن وإستقرار؟ . عليه فان الاجابة على مثل هذه الاسئلة قد تكون سهلة للمواطن الذي سيقول لا ولكن حتما الحكومة ستقول نعم وان كانت تعلم ان السكوت افضل من النطق بنصف الحقيقة.فكيف لا تتبدد الاحلام؟
من البديهي ان نشير الى ان المحاولات التي سيطرت على تفكير الحكومة في الاونة الاخيرة وهى تشجع على تشييد مستشفيات تخصصية،هى السياسة الناجحة وقد تكون بداية نهاية للحاجة الماسة والطلب المتزايد للمساعدات الصحية في عموم جنوب السودان هذا لو استمرت برحة من الزمن ولا يجب ان يكون البديل مستشفيات اجنبية خاصة لطالما ان اكثر الناس حاجة للخدمات الطبية هم اكثرهم فقرا وامكانياتهم المادية اقل بكثير لاجراء عملية جراحية بسيطة التي ترتفع تكاليفها الى (1000) جنيه في اقل تقدير بالنسبة لمراكز العناية الخاصة.
جوبا : المصير : أجو لول