الانتخابات المصرية الرئاسية التي مازالت فصولها تتوالى أربكت المصريين والعالم من حولهم فالمجتمع الدولي وما أدراك ما المجتمع الدولي كان يريد أن تكون الجولة الحاسمة بين عمرو موسى وعبد المنعم ابو الفتوح لذلك عقد لهم مناظرة مشهودة ثم ينفرد عمرو موسى بالنتيجة في الجولة الثانية ولكن الشعب المصري كانت له كلمة أخرى ويبدو أنها أكثر واقعية فالإخوان المسلمون كانت لهم 25% من أصوات الناخبين وهذا هو حجمهم الطبيعي كما أن الحزب الوطني المحلول أي ما يطلق عليهم الفلول أحرزوا قريبا من ال25 % من أصوات الناخبين وهذا هو حجمهم الطبيعي فمن غير المعقول أن يكون ذلك الحزب فص ملح وذاب بعد أكثر من نصف قرن من الحكم ثم توزعت أصوات جيل الثورة بين حمدين وصباحي وأبو الفتوح
الآن وبقراءة مستمدة من ذات النتيجة وردة الفعل لمحاكمة مبارك يمكن القول إن النتيجة النهائية سوف تكون في مصلحة مرشح الإخوان محمد مرسي ولكن لابد له من دفع مستحقات الفوز المرتقب ويبدو أن حركة الإخوان أصبحت مدركة أن انفرادها بالحكم شبه مستحيل لا بل إنه ليس من مصلحتها البتة فأغلب الظن أن يكون نائب الرئيس من جيل الثورة وكذا رئيس الوزارء من خارج تنظيم الإخوان وقد رشح أن هناك اتجاه لأن يكون أبوالفتوح نائب الرئيس وحمدين صباحي رئيس الوزراء أو قريب من هذه التشكيلة.
إذا حدث هذا السيناريو فإن التجربة التركية التي ابتدرها أربكان ويقودها الآن رجب طيب أردوقان وعبد الله قول سوف تتكرر في مصر بمعنى أن الدولة سوف تظل كما هي دولة إدارية منضبطة تحكمها القوانين المدنية السائدة ولن يتخلصوا من اتفاقية كامب ديفيد ولكنهم سوف يحدون من العربدة الإسرائيلية في مصر وفي المنطقة وسوف لن يكون هناك تحديد للحريات الشخصية لن يفكروا في التضييق على شارع الهرم ولن يحاربوا الفنون بينما سوف يعملون بهدوء على استعادة دور مصر العربي والإقليمي وسوف يطبقون سياسة داخلية ليس فيها إكراه إنما تقوم على التربية والنفس الطويل أي نفس خطوات الجماعة في تركيا الخالق الناطق وبالمناسبة آخر (حركات) حكومة تركيا الإسلامية تقديم مشروع قانون لتحريم الإجهاض وبحيثيات إنسانية عامة (شوف بعد كم سنة ياناس أخنق فطس)
إذا ما حدث هذا السيناريو الذي فرضه التكيف مع الظرف سوف نجد مقولة صاحبنا التي افتتحنا بها المقال قد طبقت بحذافيرها فإن كان الرجل طالب بالرجوع للإتراك من ناحية تاريخية فإن مصر الآن سوف تستدعي التجربة التركية لظرف آني وعاجل ويبدو أنه قدر المسلمين أن تكون قدوتهم في الأتراك لأنهم أصحاب سبق في هذا الدين (والكلام ليك يا….)
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]