عبد الحي يوسف يجيب على سؤال : ما حكم الرقص للرجال ؟

الجواب : الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد .
ﻓﺎﻟﺮﻗﺺ ﻣﻦ ﺭﺫﺍﺋﻞ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺒﺢ ﺑﺎﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻠﻴﻖ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﺴﺎﺀ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻓﻮﺍﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻨﺰﻩ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﺮﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ . ﻭﻗﺪ ﺍﺗﻔﻘﺖ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﻔﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ (ﻭﻻ ﺗﻤﺶ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﺣﺎ ) ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺍﺳﺘﺪﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻡ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻭﺗﻌﺎﻃﻴﻪ .ﺃ .ﻫـ ﻭﺍﺳﺘﺪﻝ ﺑﺎﻵﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ : ﻗﺪ ﻧﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻗﺺ ﻓﻘﺎﻝ (ﻭﻻ ﺗﻤﺶ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﺮﺣﺎ ) ﻭﺫﻡ ﺍﻟﻤﺨﺘﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺮﺍﻗﺺ ﺃﺷﺪ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺡ: ﺍﻟﻔﺮﺡ . ﺃَﻭَﻟَﺴْﻨَﺎ ﻗﺴﻨﺎ ﺍﻟﻨﺒﻴﺬ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻻﺗﻔﺎﻗﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻻ ﻧﻘﻴﺲ ﺍﻟﻘﻀﻴﺐ ﻭﺗﻠﺤﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻨﺒﻮﺭ ﻭﺍﻟﻄﺒﻞ ﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻤﺎ؟ ﻓﻤﺎ ﺃﻗﺒﺢ ﺫﺍ ﻟﺤﻴﺔ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺫﺍ ﺷﻴﺒﺔ ﻳﺮﻗﺺ ﻭﻳﺼﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ ﺍﻷﻟﺤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻘﻀﺒﺎﻥ ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﻧﺴﻮﺍﻥ ﻭﻭﻟﺪﺍﻥ، ﻭﻫﻞ ﻳﺤﺴﻦ ﻟﻤﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﺍﻟﺤﺸﺮ ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻁ، ﺛﻢ ﻣﺂﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ ﻳَﺸْﻤُﺲُ ﺑﺎﻟﺮﻗﺺ
ﺷﻤﻮﺱ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻢ، ﻭﻳﺼﻔﻖ ﺗﺼﻔﻴﻖ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ؟ .ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺭﻗﺺ ﻋﺎﻗﻞ ﻗﻂ ﻋﺎﻗﻞ، ﻭﻻ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﻄﺮﺏ ﻓﺎﺿﻞ، ﻭﻻ ﺻﻐﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﻠﺤﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺇﻻ ﺑﻄﺮ، ﺃﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟ﺃ .ﻫـ ﻭﻧﻘﻞ ﺍﺑﻦ ﺣﺠﺮ ﺍﻟﻬﻴﺘﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺟﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺰ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ: ﺍﻟﺮﻗﺺ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺎﻃﺎﻩ ﺇﻻ ﻧﺎﻗﺺ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻼ ﻳﺼﻠﺢ ﺇﻻ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ ﺃ .ﻫـ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ : ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻑ ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﺑﺎﻟﺮِّﺟﻞ ﻭﻛﺸﻒ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺗﺨﺮﻳﻖ ﺍﻟﺜﻴﺎﺏ ﻓﻼ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻱ ﻟﺐ ﺃﻧﻪ ﻟﻌﺐ ﻭﺳﺨﻒ ﻭﻧﺒﺬ ﻟﻠﻤﺮﻭﺀﺓ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺭ ﻭﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻮﻥ .ﺃ .ﻫـ ﺑﻞ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺭﺩِّ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﺮﻗﺺ، ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ: ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻭﺍﻟﺮﻗﺎﺹ . ﺃ .ﻫـ
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ
Exit mobile version