إنها … آفة الاحتكار .. !!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]إنها … آفة الاحتكار .. !![/ALIGN] ** الزمان : قبل رمضان الفائت بأسبوع ونيف .. المكان : أستوديو بقناة النيل الأزرق .. المناسبة : حلقة من برنامج أضواء كاشفة تناقش السلبيات والمشاكل التي تواجه ضيوف الرحمن في مواسم الحج والعمرة ، ومدى جاهزية الهيئة العامة للحج والعمرة لتفادي تلك السلبيات وتجاوز مشاكلها .. الضيوف : محمد الحسن عبد الصمد ، مدير الهيئة آنذاك مجيبا على محاور البرنامج وأسئلته ، و ساتي مساهما في طرح المحاور والأسئلة مع الأستاذة نسرين النمر ، مقدمة البرنامج ..هكذا كان الاطار العام لتلك الحلقة التي احتفظ بأسئلتها وإجاباتها ، ولست متحمسا لتلخيصها الذي انتهي بتأكيدات المدير عن جاهزية هيئته للتخلص من السلبيات وتجاوز المشاكل في حج هذا الموسم ..نعم ، لست متحمسا لاعادة تلك التأكيدات لسبب بسيط جدا فحواه : ان تأكيدات السيد المدير ليلتئذ كانت مجرد « طق حنك » و« كلام ساكت » ..والدليل على ذلك ..« حال الحجاج اليوم بميناء سواكن » ..!!
** ومايحدث اليوم لضيوف الرحمن من تكدس وسوء حال بسواكن ، مرده تجاهل التخطيط والدراسة ، والاعتماد على التواكل وليس التوكل ، ثم اتباع نهج رزق اليوم باليوم في العمل الاداري بالهيئة العامة والقطاعات الولائية .. أسباب التكدس والتوجس في سواكن غير خافية .. شركة باعبود تحتكر نقل الحجاج منذ سنين عددا، بحيث لم تفكر مؤسسات الدولة ذات الصلة بالنقل في توفير مناخ يجلب شركات أخرى ويخلق منافسة شريفة ، وعدم توفر هذا المناخ أعطى باعبود سلطة الاحتكار ، إذ لا خيار للحاج والقطاع غيرها ، إما لعجز الحكومة عن توفير مناخ الخيار أو لرغبتها في استمرار الاحتكار ..الله أعلم ..!!
** المهم ..هل تفاجأت باعبود أيضا ، كما الوزارة والهيئة و القطاعات الولائية ، بموعد حج هذا العام ..؟.. ألم تكن تعلم بأن القانون في ميناء جدة يختلف عن القانون في ميناء بورتسودان ، بحيث تحجز الباخرة غير المؤهلة للابحار حفاظا على سلامة ركابها ، كما حال باخرتها المحتجزة هناك ..؟.. أليس معيبا في حق الناس و البلد أن تتفاجأ باعبود في مرحلة التفويج ببواخر تفتقر لصلاحية العمل ..؟..شركة شاء لها المناخ الردئ بأن تحتكر نقل الحجاج كل عام ، فلماذا لاتمارس هذا الاحتكار بمسؤولية وكفاءة واقتدار ، بحيث لايتوسد توجس الحجاج ومعاناتهم ثرى سواكن أياما في انتظار المصير..؟.. وإن كانت عقول ولاة أمر الحجاج عاجزة عن فك الاحتكار أو راغبة فيه ، فلماذا لاترتقي العقول الادارية لباعبود لمراقي احترام البشر وأزمنتهم …؟..في أي بلد غير هذا السودان يفترش الناس أرض الموانئ ويلتحفون بردها وناموسها بعد موعد رحلتهم باسبوع ونيف ..؟.. الشركات التى تحترم زبائنها تحسب وتتحسب لأزمنتهم بالدقائق والثواني ، احتراما لانسانيتهم قبل خوفها من مغبة تأخيرهم ، ولكن لأن باعبود تعمل في بحار السودان وموانئه لم تحترم تلك الانسانية ولم تخف من مغبة التأخير، لعلمها بأن أدخنة بواخرها أعلى من أية سلطة رقابية أو عقابية ..!!
** فالخطأ ليس خطأ باعبود فحسب ، ولكن جوهر الأزمة هو « الجبانة الهايصة » التي تفرخ فيها باعبود وغيرها حزم أخطاء يدفع ثمنها المواطن رهقا ونكدا ..هل يعلم وزير الأوقاف والولاة ووزراء الشؤون الاجتماعية بالولايات بأن العقد الموقع مع باعبود لنقل الحجاج خالٍ من الشرط الجزائي في حال حدوث اهمال كهذا ..؟.. لو تضمن العقد نصا جزائيا حاسما وحازما لغطت باعبود وجه البحر سفنا وبواخر قبل موعد التفويج بشهر ، ولكن من أين نشترى للولايات وقطاعاتها عقلا يفكر في تدوين نصوص تحفظ للانسان حقوقه وتحميه من وطأة التسيب واللامبالاة ….؟
** والآن ، قبل أن يقع كامل الفأس على الرأس ، يجب أن تعلم الهيئة و باعبود بأن المملكة تغلق موانئها في اليوم الخامس من ذي الحجة ، وان زحف الحجاج لسواكن يتواصل رغم مناشدة الشركة لابقائهم في ولاياتهم ، والمناشدة نوع من التلكؤ في حل الأزمة ، والتلكؤ يفاقم ولا يحل ..وبما أن باعبود عجزت عن تأجير بواخر، فعليها أن تلجأ لشركات الطيران عاجلا ، وأن تدفع الشركة ثمن أخطائها مالا خير من أن يدفعه الحاج معاناة .. فالوقت يمضي ونصف الحجاج يطوفون حول أنفسهم بسواكن ..فالطائرات هي الحل الطارئ .. وفيما بعد أعدوا مؤتمر طق حنك أو برنامج كلام ساكت يتناول ويبحث ويوصي بال…« حلول الجذرية » ….!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 25/11/2008 .العدد 5541
tahersati@hotmail.com[/ALIGN]
Exit mobile version