حتى الهايفات لهن خصوصية

[JUSTIFY]
حتى الهايفات لهن خصوصية

تنشر جريدة ما خبرا مفاده أن هيفاء وهبي حامل، وتنتظر مولودا خلال ستة أشهر.. وبعدها بيومين يدعو الناطق باسمها إلى مؤتمر صحفي يقول فيه إن هذا خبر لا أساس له من الصحة، يروج له بعض ذوي النفوس الضعيفة.. وتنزلق بلوزة المطربة أليسا «سهوا» عن كتفها وكل شيقن انكشفن وبان، وبعدها بأسبوع يصدر نفي رسمي عبر مراسل وكالة اسوشيتد برس في زحلة وتنشر الصحف صورة لأليسا وهي منقبة.

قبل بضع سنوات طلبت مني قناة تلفزيونية أن أقدم عرضا ونقدا لكتاب ذا إنسايدر للدكتور علاء بشيرemigeR laturB s?maddaS ni depparT ,redisnI ehT

لا أعرف مقابلا دقيقا لـ«إنسايدر» بالعربية ولكنها تعني من هو في «الداخل» في قلب مجموعة ما سواء كانت شركة او هيئة او جهاز حكم او استخبارات إلخ، وبقية عنوان الكتاب تعني ان مؤلفه كان أسير نظام صدام حسين «الدموي».. هذه ليست ترجمة حرفية لاسم الكتاب ولكنها توصل المعنى الذي أراده المؤلف.. علاء بشير متخصص في جراحة التجميل والترميم وكان صدام يثق به ويستشيره في أموره الصحية.. وأبلغني معد البرنامج ان المؤلف سيعقب على ما أقوله، وبعد ان قرأت الكتاب قلت لمعد البرنامج إنه ليس من مصلحة المؤلف ان يشاركني في تلك الحلقة لأنني لن أرحمه، لسبب بسيط: فحتى بافتراض ان كل ما قاله في الكتاب صحيح، فإنه ما كان يليق بطبيب ان ينشر على الملأ ما كان مريضه يخصه به من معلومات حتى لو لم تكن تتعلق بأمور صحية، ولأن الكتاب باللغة الإنجليزية فقد لخصت رأيي بالانجليزية بأن محتوى الكتاب يمثل tsurt fo hcaerb وهو ان تخون من وضع ثقتك فيه سواء كان صدام حسين او هولاكو.. وبالمناسبة فإن بشير لم يكن متحاملا على صدام كثيرا بل أظهر فيه جوانب إنسانية، ولكن الأمر هنا لا يتعلق بكون صدام شخصية عامة، وبالتالي فإن الكتابة عنه مدحا وقدحا «مباحة».. لا، هنا صدام ليس شخصية عامة والعلاقة التي تربطه بالدكتور بشير هي علاقة بين الطبيب والمريض.

قبل نحو شهر قال الطبيب الأمريكي المتقاعد جورج نيكوبولس والذي كان الطبيب الشخصي لنجم الروك الأمريكي الأشهر إلفيس بريسلي، لقناة فوكس التلفزيونية، أن الأخير مات بسبب الإمساك، وأن تشريح جثته كشف أن قطر قولونه كان نحو ١٥ سنتيمترا (نفس قطر أنبوب المجاري المنزلي) وأن طول قولونه كان نحو ٣ أمتار في حين ان طول القولون العادي نحو متر ونصف المتر! الرجل مات وشبع موتا فما لزوم الكلام التافه عن كونه مات بالإمساك أو بالبواسير.. هل لأن الأمر يتعلق بالمشاهير يصبح من حق الناس ان ينهشوا سيرتهم بالمناشير، والمسامير؟ طيب ما ذنبنا نحن القراء ومشاهدي التلفزيون؟ شخصيا لا يهمني ما إذا كانت هيفاء حاملا او ما إذا كان زوجها قد طلقها او طخها بطلقة.. وقس على ذلك.. ولكن حتى هيفاء وبقية العجرميات لهن خصوصيات ينبغي على الصحافة المحترمة ان تحترمها، لا تنهشوا لحومهن حتى لو كانت معروضة في الفترينات.. كل ما تفعله ممثلة او ممثل أو مطرب أو مطربة في سياق الحياة اليومية ليس له قيمة خبرية ولا يهم الجمهور عامة.. إذا مات مطرب او مطربة فهذا خبر يهمني لأحاول قدر استطاعتي ان اجد له او لها محاسن أذكرها من دون أن اضطر إلى أن أفبركها!!
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

[/JUSTIFY]
Exit mobile version