وسمع صديق عمره ورفيق دربه بالفاجعة فهرع لمكان الحادث، ولم يتمالك نفسه وبكى حتى كاد يغمى عليه، ولأنه كان من المقربين فقد حامت شكوك التحري حوله، فوجهت النيابة تهمة القتل العمد لصديقه الذي ظل في حالة حزن شديد، ومن أقواله اتضح انه كان من الذين جالس القتيل في ليلته الاخيرة، ولم تجد الشرطة أي خيط غير هذا المتهم، وبالفعل تمت مواجهته بتهمة القتل العمد تحت المادة «130» من القانون الجنائي، وأحيل ملف القضية للمحكمة التي شرعت في السماع.
وأثناء مداولات المحكمة وسماعها اقتحم شاب آخر المحكمة وهو في حالة توتر شديد، وقاطع الإجراءات السارية وقال: يا مولانا جئت لاعترف بما ارتكبت من جريمة، فأنا الذي قتل فلاناً ود فلان، وهو صديقي الحميم ورفيق دربي العزيز، فقط أوقع الشيطان بيننا عندما كنا ليلة الحادثة سويا نحتسي الخمر في إحدى «الخمارات»، وخرجنا وتبادلنا اطراف الحديث وكلانا في حالة سكر، ولم نتشاجر وليس بيننا خلاف او حتى نقاشات حادة، فسددت له طعنات قاتلة وأخفيت نفسي، وقال وهو يجهش بالبكاء انني لم احتمل التستر على هذه الجريمة حيث يراودني شبح القتيل ليل نهار، وكلما احاول الهرب أجده أمامي فأصبت بالرعب والخوف.
وفي تلك اللحظات أصدرت المحكمة قرارها بإخلاء سبيل المتهم الأول وشطبت الدعوى الجنائية المقيدة ضده، وواصلت جلساتها بمتهم آخر سجل اعترافاً بمحض إرادته وبكامل قواه العقلية التي أذابتها الخمرة حين ارتكب الجريمة.
صحيفة الإنتباهة
راشدة محمد عمر
ع.ش