مشار وربيكا وباقان .. إلى مزبلة التاريخ الجنوبي

[JUSTIFY]قال الاق بول في مقال نشره على موقع أول آفريكان دوت كوم، تحت عنوان «دولة الجنوب تحتاج إلى عناية فائقة» إن الدكتور رياك مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير ميارديت ونائب رئيس الحركة الشعبية وربيكا قرنق والأمين السابق للحزب باقان أموم يواجهون خطر الإلقاء في مزبلة التاريخ السياسي لدولة الجنوب، بعد أن أهدروا العديد من الفرص التي أتيحت لهم لاستعادة مجدهم السياسي داخل المنظمة الأم. وعدَّد الكاتب بعض هذه الفرص، قائلاً: عندما أقال الرئيس سلفا كير الدكتور رياك مشار من منصبه بصورة غير قانونية، بحد قول الكاتب، فإن مشار قد رضخ للقرار معترفاً بأن من حق الرئيس إقالته بدلاً من إطلاق صرخة رفض قوية وهو ما دمر صورة مشار أمام نظر الشعب الجنوبي والذي كان يحسبه حتى وقت قريب بطلاً قومياً، إذ أصبح مشار مثالاً للشخص الضعيف والمهزوز والساذج، ليصبح السؤال: هل يصلح مشار أن يصبح زعيماً؟ويمضى الكاتب قائلاً الآن وبعد أن حل سلفا كير أجهزة الحزب كان من المتوقع ردة فعل عنيفة وداوية من الأمين العام السابق باقان أموم وربيكا قرنق إلا أن الاثنين أظهرا مواقف ضعيفة ومترهلة، وبالرغم من أن الوقت يعتبر جوهر المسألة في السياسة الجنوبية الراهنة، حيث أصبحت الفرصة الوحيدة المتبقية لهؤلاء القادة هي الفوز في انتخابات الرئاسة القادمة، وذلك إن الفشل والذي أصبح في حكم المؤكد، يعني ببساطة إرسالهم إلى مزبلة التاريخ، حيث سيكون من المستحيل على أحدهم أن يطل على المشهد السياسي الجنوبي مستقبلاً كونه تم إقصاؤهم من معبودتهم المفضلة الحركة الشعبية. ويرى الكاتب أن كلاً من مشار وباقان وربيكا قد يكونون فضلوا سياسة الإقصاء لأنهم يريدون أن يستمتعوا بالمليارات التي سرقوها من أموال الشعب الجنوبي، قائلاً: وفي حال فضلوا سياسة الإهمال والإقصاء التي يتعرضون لها، فإن ذلك قد يكون مرجعه رغبتهم في الاستمتاع بملايين الدولارات التي نهبوها من خزينة الدولة، غير أنهم لا يملكون الضمانات الكافية من أن الحكومة الجديدة قد تقوم بمصادرة الأموال التي حصلوا عليها بطرق غير شرعية. ويقول الكاتب إن تطوراً خطيراً يجرى في الساحة الجنوبية، وذلك أن الجيوش التي يضعها الرئيس سلفا كير على المناطق المتاخمة لجوبا قد ترسل إشارة سالبة لخصومه تفيد بأن على الجميع تكوين جيش لحمايته، خاصة وأن قرار الرئيس حل مؤسسات الحزب يعتبر خطوة جريئة لإبطال مفعول صلاحيات حزبه ومعارضيه في الحزب، الأمر الذي يرفع مؤشرات الصراع على السلطة في الحركة الشعبية، وحذر المقال من انزلاق دولة الجنوب في صراع قائم على القبلية، قائلاً إن مثل هذه الخطوة ستقود إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي كما أنها تثير مشكلات إنسانية من لاجئين وغيره ذات أبعاد ضخمة وذلك أن دولة الجنوب تتمتع بتركيبة عرقية معقدة كونها تتشارك البناء القبلي مع عدد من البلدان المجاورة مثل إثيوبيا وكينيا ويوغندا والكنغو وجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث توجد قبائل النوير والأنواك والسوري والكاجيبو في إثيوبيا وجنوب السودان، وقبائل التوركانا في كينيا وجنوب السودان، والوغوبورا في يوغندا وجنوب السودان، وهناك الزاندي والبغو في إفريقيا الوسطى وجنوب السودان. وبالرغم من أنه تم فصل هذه القبائل بالحدود الاستعمارية إلا أن هناك رابطة قوية بين أفراد القبيلة الواحدة، وعليه فإن صراعاً قبلياً في دولة الجنوب قد يرسم صراعا خطيرا في منطقة شرق إفريقيا بأكملها تغذيه كثرة الانتماءات العرقية ووفرة الموارد، وهو الأمر الذي تترتب عليه آثار تضر بالأمن العالمي والإقليمي، وأن الخروج من الأزمة لن يتأتى إلا من خلال عدة عوامل أهمها مراجعة الدول المجاورة لسياستها تجاه دولة الجنوب، كما يتعين على الاتحاد الإفريقي مراقبة التحول الديمقراطي لجوبا والأهم أن تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بتعهداتها تجاه ضمان التحول السليم والفاعل للجيش الشعبي من جيش عصابات إلى جيش نظامي، والعمل على نزع سلاح المليشيات المسلحة القائمة على القبلية وإطلاق حملة توظيف في كل أنحاء البلاد تراعي التمثيل النسبي لكل الجماعات العرقية وهي تعهدات قطعتها على نفسها بلسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلنتون في العام 2011عندما قالت إن دولة الجنوب وليد نجا حتى الولادة ولكنه يحتاج إلى عناية فائقة ليعيش !!

صحيفة الإنتباهة
إنصاف العوض
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version