عمر الشريف : الطابور الخامس

كلمة أو مصطلح الطابور الخامس يطلق على الجواسيس والخلايا النائمة وهو مصطلح متداول فى العلوم السياسية والاجتماعية . أول من اطلق هذا المصطلح هو الجنرال أميليو مولا أحد قادة القوات الوطنية التى زحفت على مدريد عام 1936م حسب ما يقال حيث كانت تلك القوات تتكون من اربعة طوابير من الثوار وكان هناك مجموعة تعمل مع الوطنيين لجيش الجنرال فرانكو ضد الحكومة التى كانت ميولها ماركسية يسارية فى اسبانيا وهى ما سمها بالطابور الخامس . ترسخ هذا المعنى فى الاعتماد على الجواسيس فى الحروب واصبح يطلق على مروجى الشائعات والاذاعات المسموعة والمرئية والصحف والطائرات بدون طيار .
الطابور الخامس السودانى يشمل مجموعة من المعارضة والحكومة ومن عامة الشعب والقنوات الفضائية وبعض الدول الخارجية والمنظمات العالمية لكن اخطرهم على الاطلاق هو قناة العربية والتى تبث الشائعات وتضخم الاحداث ضد السودان حكومة وشعبا وتتصيد المواقف والكوارث لتنال من السودان لتنفس عن حقدها الدفين اتجاه واتجاه شعبه رغم الحرية التى كان يتمتع بها مراسلها فى السودان . كذلك منظمات العمل التطوعى التى هدفها ظاهريا الخدمة الانسانية وبطانها سياسية وتنقل تقارير تمس سيادة ووحدة الوطن وتدعم المعارضة المسلحة وتصور افلاما تسىء سمعة المواطن السودانى قبل الحكومة بهتانا وزورا وليس هذا دفاعا عن الحكومة لكن ما ينقل اكبر من الواقع والحدث .
اما ما يخص الحكومة بعض اصحاب الوظائف القيادية اصبح هدفهم تدمير مشاريع البنية التحتية وتشريد الكفاءات الوطنية من الخدمة والسكوت على الفساد الذى انتشر واصبح ثراءا مشروعا وتقسيم الوطن وتصنيف مواطنيه حسب القبائل والانتماء وهى أخطر من تصنيف بريطانيا للشمال والجنوب التى اثمرت عن الانفصال بعد عداوه وحروب دامية .
اما المعارضة فهى طابور خامس ضد الوطن بحقيقة وهذا الطابور يظهر ما لا يبطن ويتحدث بما لايفعل ويفرق بدل ان يجمع ويدمر بدل أن يبنى ويخون بدل ان يؤتمن ويقتل بدل ان يعدل وهو شقين شق عسكرى وشق سياسى وكلاهم لا يختلفان . الوسائل التى تساعد هذه الطوابير اصبحت بكل سهولة وهى وسائل الاتصال والتواصل التى تنشر الخبر الى مليون شخص فى ثانية واحده. رغم هذا اصبح الطابور الخامس كما يطلق عليه ظاهرا وليس خفيا كما كان فى السابق واصبح الجواسيس يراسلون علنا ويكتبون فى منتصف النهار.
أما الدول الخارجية اصبحت تدعم المعارضة وتقف ضد التنمية وتؤيد القرارات الاممية الجائرة التى يتأثر بها المواطن قبل الحكومة حتى اصبحت تفرض قرارها علينا والتدخل فى الشئون الداخلية . لكن نتسأل لماذا ضربت ام درمان نهارا والقوات الغازية تحركت مسافة يوم كامل وضربت ابوكرشولا فجرا واخيرا ضربت ابوزيد وكالنج وكثير من سبقتهما . ونتسأل لماذا تدمر مشروع الجزيرة والسكة حديد ومصانع النسيج حتى طال التعليم والصحة . الى متى ونحن نكشف انفسنا لهذا الطابور ونسكت عليه وقد هدد أمننا وشرد شعبنا وفرق جمعنا وتسبب فى انهيار اقتصادنا وعطل التنمية. المعارضة الحقيقية ان نعارض النظام القائم بالوسائل السلمية لنحافظ على الشعب والبنية التحتية التى هى اساس الاستقرار والتنمية ولنعلم أن للوطن ثوابت ووطنية وسيادة يجب ان لا نتعداها او نسمح للأحد بالتدخل فيها . فهل اصبح لنا طابوران فقط ام اصبح كل السودان طوابير حتى نقتل بعضنا و نصبح ضد انفسنا .

عمر الشريف

Exit mobile version