(قاعد ساكت) … أغنية ولائية .!!

(قاعد ساكت) … أغنية ولائية .!!
[JUSTIFY] ** بين الحين والآخر، نفرح مع الأهل والأصدقاء في مناسبات تخرج الأبناء والبنات في جامعاتهم، وهي المناسبات المسماة شعبياً بـ(زفة التخريج)..وفي أية زفة تخريج، أكون حريصاً على الاستماع لمقاطع الأغاني والأناشيد والمدائح التي يختارها الطلاب بحيث تكون أنغام المقطع وكلماته هي المناخ الذي يعطر مكان الحفل في لحظة تبختر الخريج من وإلى حيث منصة استلام الشهادة..تلك المقاطع، قد تكشف لك منطقة الخريج وثقافة أهلها، في حال أن يكون اختيار الخريج مقطعاً تراثياً..وقد تكشف لك بعض ملامح الخريج الفكرية، في حال أن يكون المقطع المختار أغنية سياسية أو مدحاً نبوياً..وكذلك تكشف لك المقاطع المستوى الثقافي والذوق الأدبي للخريج، بحيث تميز من اختار (الحزن النبيل)، عن الذي اختار (حرامي القلوب تلب)..وهكذا، إذ مقاطع حفل التخريج بمثابة أغلفة تشير إليك بمحتوى الخريج.. إن كان عميقاً، ولا(كيسو فاضي) ..!!
** وعندما تنشر الصحف – على مدار العام ما يشغل ولاة الأمر في كل ولايات السودان، لا يستعصى على القارئ معرفة نهج كل والٍ بمنتهى اليسر، إذ تصريحاتهم ومناشطهم بمثابة أغلفة توضح أداء الوالي بكل وضوح، إن كان إيجابياً ولا (قاعد ساكت)..على سبيل المثال، والي البحر الأحمر، أقل الولاة كلاماً وأكثرهم عملاً، وإن تحدث فلا يتجاوز إطار حديثه ما يؤرق مضاجع أهل ولايته، وهو مناشدة الحكومة المركزية بإكمال مشروع المياه، وهو المشروع المدفوع مقدم قيمته قبل نصف عقد تقريباً لشركة صينية، وغيرهذا المشروع الاستراتيجي ليس هناك ما يشغل بال تلك الحكومة المجتهدة وواليها المجتهد الذي لايشتم أمريكا ولا يلعن النرويج، أوكما يفعل بعض الولاة (بلا سبب)، لزوم تغطية عجزهم وفشلهم..أها، هذا نموذج..ونموذج آخر : دباب الجزيرة، أكثر ولاة الأرض عشقاً للصفحات الإعلانية والخطب الحماسية والحشود الجماهيرية و(الحرب)، ولايمر أسبوع في حياة الأهل هناك وإلا يكون قد أتحفهم واليهم بحشد ما في محلية ما أو بتصريح ما في صحيفة ما، أو بصفحة كاملة يحرص إعلامه بأن يظهر فيها بالزي العسكري، لـ(يلعن حكومة الجنوب ويستنفر المجاهدين)، هذا في حال توتر العلاقة مع الجنوب، أما في حال تحسن تلك العلاقة فيكون الأداء العام صخباً من شاكلة (تزكية المجتمع و سب أعداء المشروع الحضاري)، بيد أن مشروع الجزيرة – قاب قوسين أو أدنى من مكتبه- يحتضر..تابعوا المقاطع التي تعكس أداء حكومته، إذ في المقاطع تتجلى عظمة صبر أهل الجزيرة ..!!
** أما والي نهر النيل، فهذا كان منسياً إلى أن وجد ضالته في التعدين العشوائي، فظهر على السطح بنهج مرتبك، بحيث اختزل كل طاقات حكومته وبرامجها وأنشطتها وتصريحاتها في التعدين العشوائي فقط لاغير، إذ تارة يخوف الناس من مخاطره وتارة أخرى يحتفي بغزارة الذهب في ولايته، ولاندري إن كان سيادته (مع أوضد هذا التعدين)، وكذلك لاندري إلى متى يختزل كل همه ومبلغ علمه في (هذا الجهد الشعبي).؟..ومع ذلك، المقطع الذي يعكس أداء والي نهر النيل خير من المقطع الذي يعكس أداء والي الشمالية، هذا الوالي مغرم بالتوصيات التي تخلفها المؤتمرات، ودائماً ما يتحف الصحف بتوصيات مؤتمرات (تكاد أن تكون يومية)، والسبت القادم – ما لم يعرقله مؤتمر آخر، هناك مؤتمر لتطوير زراعة النخيل بالشمالية برعايته، ولكن قاعة اتحاد المصارف بالخرطوم – وليست بالشمالية – هي مكان هذا المؤتمر، وحتماً هناك توصيات – ومواصلات – بعد العرض، وتلك التوصيات هي المهمة جداً، وقد يُشغل سردها ونشرها والي الشمالية شهراً أو شهرين، أي لحين ميلاد توصيات مؤتمر آخر..أما المقطع الذي يعكس أداء والي سنار فهذا أمر عجب، إذ لايرد ذكره في الصحف إلا مصحوباً بالكوارث، وقبل أن تتناسى ذاكرة الناس المآسي التي حدثت في احتفال ولايته بأعياد الاستقلال، ها هو يطلق تصريحاً حول ضعف التعليم بولايته بحيث أغضب التصريح إحدى قبائلنا، وهكذاهو دائماً على مدار العام ، إذ لايُنجز و(ولايسكت).. و.. هناك مقاطع ولائية أخرى، قد نستمع إليها في وقت لاحق، بحيث تكشف إن كان الوالي إيجابياً أم (قاعد ساكت) ..!!
[/JUSTIFY]

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]

Exit mobile version