في ظل هذا أصدرت الجهة المعنية بأمر الاتصالات في البلاد قرارا ألزمت شركات الاتصالات بضرورة تسجيل البينات.. فقط أي وثيقة سارية المفعول بطاقة جواز رخصة وهكذا
وبالتالي أطلقت جميع شركات الاتصالات العاملة في البلاد وعلى رأسها زين سوداني mtn
حملة إعلامية واسعة النطاق وغير مسبوقة عبر أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمشاهدة بضرورة بتسجيل البيانات أخذت أشكال عدة ووسائل مختلفة تحث مشتركيها تدفعهم بضرورة.. سجل بياناتك.. رقمي بميزني.. بياناتي بتحميني..
صاحبتها جوائز قيمة تسابقت عليها شركات الاتصالات واختلفت من شركة إلى أخرى ـ ذهب وسيارات فخمة مبالغ نقدية وهدايا أخرى مختلفة الأنواع والأشكال ده كلو عشان فقط تسجل بياناتك وتكون معروفا بالنسبة لشركات الاتصالات
حتى لا يفقد الزبون التمتع بالخدمة وقد تصل إلى وقف الشريحة تماما وفي وقت صرفت هذه الشركات كل هذا الصرف البذخي والتشجيعي هدفه الأول والأخير هي محاصرة ظاهرة الشرائح مجهولة الهوية وبالتالي حصر النشاط الإجرامي وتضييق الخناق على المجرمين ومعتادي الإجرام ومساعدة الشرطة في الوصول إليهم بكل سهولة ويسر في كل مكان وزمان وحال.
فجأة كده
يطلع علينا السادة في هيئة علماء السودان وهذا حالهم تركوا كل شيء.. تركوا ما يعانيه المواطن من عنت ومشقة في الحصول على أبسط مقومات الحياة.. وأسر بكاملها تنام الليل وأطفالهم جياع لا يسألون الناس تعففا..
ترك السادة في هيئة علماء السودان الضياع والمسغبة التي طالت معظم الأسر السودانية أو قل جلها بعد رفع الدعم عن المحروقات والآثار المترتبة عليه بل الدولة في أعلى مستوياتها أقرت واعترفت بقسوة هذه الإجراءات على المواطن بل وصفها الرئيس البشير بأنها مثل الدواء المر..
هيئة علماء السودان والتي تدار بسياسة الرأي الواحد والرجل الواحد
ونحن نعلم والكل يعلم أن هذه الهيئة ـ هيئة علماء السودان تضم خيرة علماء هذه الأمة ولكن أين هم من هذه الفتاوى الساذجة ومن هذا التخبط المعيب .. تصدر الفتوى ليلاً.. ليتم إلغاؤها نهاراً.. هيئة علماء السودان أصبحت أضحوكة في نظر المواطن البسيط وهذه معلومة لراعي الضأن في خلاء العتمور..
هيئة علماء السودان تصدر فتاوى «هايفة» وانصرافية وللأسف بدون دليل لا من كتاب كريم ولا من سنة مؤكدة ولا من حديث صحيح ولا ضعيف ولا اجتهاد ولا قول عالم أو علماء راسخين في العلم يميزون ما بين المحكم والمتشابه ولا من بين القطعي والظني وما بين ما يقبل التأويل وما هو معلوم من الدين بالضرورة.
ولكن «الفكة» ربا وألعاب التسلية حرام وجوائز الشركات تشبه القمار
ولكن الربا والذي حرمه الله من فوق سبع سموات طباقاً .. قرآن منزل بحرمة الربا ولكنه حلال بفقه الضرورة عند هؤلاء العلماء ـ علماء السلطان ـ لا أريد أن أدخل في جدل فقهي عن «شبهة قمار» جوائز الاتصالات ولكن أسأل عن المشاكل المعقدة والكثيرة التي ساهمت في حلها جوائز الشرائح المنسية في الولايات البعيدة..
فقط مثال واحد:
العربة التي فاز بها عاطل عن العمل ذهب بحثا عن الذهب في فيافي صحراء الولاية الشمالية
كيف كان وقع هذه الهدية الربانية التي نزلت عليه كليلة القدر وهو لم يطلبها ولم يتحايل عليها والأمثلة كثيرة وكثيرة والقائمة طويلة وطويلة حول ما أحدثته هذه الهدايا .. والتي وصفها السادة في هيئة علماء السودان بأنها تشبه القمار.[/JUSTIFY]
أبوبكر الزومة
صحيفة الوطن
ت.ت