تكرَّرت اعتصاماتهم.. مرضى الكُلى.. لا بواكي عليهم!!

عندما تنظر إليهم لا تدري أتبكي على أحوالهم الصحية أم تبكي على الإهمال الذي ظلوا يواجهونه باستمرار، وبسببه تكرَّرت اعتصاماتهم بشارع الاسبتالية بالخرطوم، رغم (حيلهم المحدود وفكرهم المهدود)؛ إنهم مرضى الفشل الكلوي بمستشفى الخرطوم، والذين عادوا أمس (الأحد) لمربع الاعتصامات حيث تجمهروا أمام مستشفى الخرطوم التعليمي وقاموا بإغلاق الشارع المذكور. وباستفسار (السوداني) عن (الحاصل) أكدوا أن اعتصامهم ليس بسبب المرض بل بسبب الإهمال الذي ظل يلاحقهم من قبل جهات الاختصاص لفترة تقارب الأربعة أشهر حيث يعانون من تعطل بالماكينات بسبب انعدام المياه وعدم توفر الماكينات مما أدى إلى تقليص عدد (الغسلات) من ثلاث (غسلات) أسبوعياً إلى (غسلتين) و حتى هاتين غير مجديتين لأنهما تتمان بواسطة ماكينات معطلة ليس لها أي دور بحيث لا تعمل على سحب السموم من الجسم لأن الجهاز لا يعمل إلا من خلال المياه التي ليس لها أي وجود بقسم الكلى حسبما قال المريض “حسين إسماعيل” والذي حدَّثنا وهو جالس على شارع الإسفلت بغرض منع العربات من المرور احتجاجاً على الظلم و المعاناة الكبيرة التي يمر بها هو وجميع مرضى الكلى بمستشفى الخرطوم. وقال : ( رغم مرضي إلا أنني مضطر للاحتجاج والوقوف ليس من أجل نفسي فقط بل لرفع الظلم عن جميع مرضى الكلى المضطهدين بهذا المستشفى). من جهته قال ” عادل الصادق علي ” إنه رأى بأم عينه الماكينات التي تبرعت بها إحدى المنظمات للمركز القومي للكلى والتي يبلغ عددها 38 ماكينة إلا أن المستشفى حتى الآن لم يستقبل ولو ماكينة واحدة وعندما ذهب فريق من المرضى إلى إدارة المستشفى للمطالبة بدخول الماكينات كانت الإجابة أن التأخير ليس من إدارة المستشفى بل لأنَّ هذه الماكينات تحت الفحص، لكن المرضى عندما استفسروا من المركز تأكد لهم أن التأخير من المستشفى.
ويقول المريض عبد العزيز عبدالله نحن كمرضى نعمل على تقسيم ساعات الغسيل فيما بيننا مراعاة ً لأحوال بعضنا حيث يتنازل أحد المرضى لمريض آخر إنقاذاً لحياته وهكذا يتعاونون فيما بينهم خصوصا ًبعد تقليص ساعات الغسيل من 12 ساعة في الأسبوع إلى 8 ساعات لكل مريض، مؤكداً أن ( 360 ) مريضاً يعانون من نفس هذه المأساة المريرة. هذا غير مشكلة عدم توفر الكادر الطبي والتمريض. واستدرك عبد العزيز بقوله: إنَّ هذا الوضع المزري لا يتحمله مدير قسم الكلى بالمستشفى الذي قام بتقديم استقالته. الجدير بالذكر أنَّ (السوداني) عندما توجَّهت لمقابلة مدير قسم الكلى للتأكد من صحة خبراستقالته وجدناه قد غادر المستشفى، فلجأنا للاتصال به هاتفياً لكن هاتفه مغلق. وفي تلك الأثناء جاء المدير العام بسيارته فقام المرضى بمحاصرته و انهالوا عليه بمتطلباتهم البسيطة التي هي من حق أي مريض في أن يجد علاجه بالمستشفى ويتم إنقاذ حياته إلا أن السيد المدير وقف صامتاً يستمع إلى الأسئلة و الاتهامات فردَّ عليهم بقوله: من استاء من الوضع في المستشفى يمكنه أن يقدم طلبه حتى يتم تحويله إلى مستشفى آخر. ولم يتفرغ المرضى إلا بعد تدخل قوات الشرطة والحديث مع المتظاهرين للتوصل إلى حل مع إدارة المستشفى بعد جدل طويل تم الاجتماع بين ممثلين من المرضى وإدارة المستشفى بحضور ممثل من الشرطة وبعد نصف ساعة تقريباً كانت خلاصة الاجتماع أنه لم يتم التوصل إلى أي حل. ومن ثم حدَّد مدير المستشفى أن يوم الأربعاء القادم سيتم البت في هذه القضية إلا أن عبد العزيز وهو أحد المرضى أبدى استياءه، وقال :”أنا ليس متفائلاً و لكننا سنصبر أما في حال لم يتم اتخاذ أي إجراءات سنضطر إلى الاعتصام من جديد حتى يتم مداومة جلساتهم للغسيل وتشغيل الماكينات الجديدة”.
وبعد ما استمعنا إلى أقوال المرضى توجَّهنا إلى مكتب مدير عام مستشفى الخرطوم و بعد طول انتظار في الاستقبال لمقابلته كان الرد من السكرتيرة عفواً السيد المدير مشغول الآن الرجاء المعاودة لاحقاً من خلال مكتب العلاقات العامة.

صحيفة السوداني

Exit mobile version