أحاطت بالمجتمع السوداني عدد من الظواهر السالبة المرفوضة التي أصبحت في تمدد مستمر بشكل مثير للخوف ..إلا أن المدهش والمثير في الأمر أن من تلك الظواهر السالبة تفشي ظاهرة التدخين بين بعض الطبيبات بصورة لافتة وغريبة ومستهجنة وسط المجتمع السوداني الذي له قيمه وعاداته وتقاليده التي تحذر من الوقوع في المحظور وخصوصاً مجتمع النساء باعتبارهن القدوة, ليصبح الأمر أكثر تعقيداً وجرأة بالنسبة للوعي الكبير الذي تتمتع به هذه الشريحة (الطبيبات) بمخاطر وأضرار التدخين وهو ما يدعو للفت الانتباه ووضع القضية بكل جرأة تحت الضوء لمعرفة المسببات قبل استفحالها.
* فئة مدخنة (أنا ما بدخن لكن في طبيبات معاي بدخنو)، هكذا ابتدرت الحديث معي إحدى الطبيبات من داخل مستشفى معروف وهي متحسرة لحال البعض من زميلاتها في ذات المهنة اللائي ترى أنه من المفترض أن يكن القدوة في المجتمع، قالت ر.ع (أول مرة تفاجأت فيها بأن طبيبتين من زميلاتي من المدخنات للسجائرعندما كنا داخل الاستراحة قبل الوردية الثانية لتقوم إحداهما بإخراج علبة سجائرمن داخل حقيبتها وفتحها لاعطاء زميلتها الأخرى سيجارة قبل إشعال سيجارتها فاندهشت غاية الدهشة فوجهت لهما سؤالي وأنا مصدومة منهما (بتدخنو سجاير؟) لترد الأولى سريعاً (شنوا الما بخلينا ندخن؟)، ففضلت الثانية الصمت وهي تنفث دخان سيجارتها بصمت فتركتهما وغادرت لمتابعة عملي ..ولكن ما أريد أن أؤكده أن من يقومون بهذا الفعل فئة بسيطة وهي التي تثير كل هذا الغبار. *شيشة وسجائر.. (لا تعليق).. بإحباط كبير وتأثر واضح بدا على ملامح أحد الموسيقيين الذي قال(والله العظيم تأسفت كتيراً وحزنت لحال عدد من طالبات الطب وذلك بعد أن رافقتهن في إحدى الرحالات بصفتي عازف للفنان الذي كان مغنياً في الرحلة وبعد وصولنا إلى مكان الرحلة أخرجت كل واحدة منهن صندوق سجائرها ليدخن بشراهة سيجارة تلو الأخرى دون حياء والأدهى من ذلك قيام البعض منهن بشرب (الشيشة) التي كن يحملنها في سياراتهن الخاصة, لا حظي هؤلاء طالبات طب ومن جامعة معروفة ولا تعليق ).في الوقت الذي استنكر فيه أحد الأطباء غير المدخنين الظاهرة ووصفها بالمقلقة بالرغم من تكتم البعض عنها مؤكداً بأنها مؤشر خطير يمكن أن يؤدي لتفاقم الأزمة مادام الأمر ارتبط أيضاً ببعض الطبيبات وقد يراه البعض سلوكاً شخصياً لا يجب تناوله والبعض الآخر يراه قضية تهم المجتمع ككل ولابد من إيجاد الحل لها, مطالباً من يدخنون بمراقبة سلوكهم وأفعالهم التي قد يكون فيها ضرر كبير لصحتهم وهم من يوصون الآخرين للاهتمام بصحتهم وما تنهي عنه الآخرين يجب ان تنتهي أنت عنه أولاً وإلا ستنقلب الموازين رأساً على عقب. * الملح على الجرح من الواضح أن القضية أكبر من تحجيمها في إطار ضيق بعد تفشي الظاهرة ورغم رفض البعض الخوض في تفاصيلها وتسليط الضوء عليها ..ولكن لابد من عرض الحقائق كاملة وعدم دفن الرؤوس في الرمال ووضع الملح في الجرح لتطهيره مهما كان الألم والوجع حتى نعيش في مجتمع صحي ومعافى نقبل فيه التوجيهات من أفراد مجتمع مصلحين يسعون علي الدوام لخلق جيل معافى يواجه التحديات ويكون قدوة للقادمين.
صحيفة السوداني
ع.ش