[JUSTIFY]
القرارات الاقتصادية التي رفعت الدعم عن المحروقات وأشعلت الأسواق ورفعت أسعار كل السلع أثرت بكل تأكيد على قطاعات واسعة من المواطنين ومن هؤلاء العاملين في الأسواق ومواقف المواصلات وغيرها من التجمعات التي تستقطب العمالة الهامشية التي تقضي سحابة نهارها (تلقط) الرزق من هنا وهناك وتتناول وجبة أو وجبتين في مواقعها حراكها اليومي ومع الارتفاع الكبير في أسعار وجبات السوق لجأ معظم العاملين إلى السندوتشات وصحن البوش لكن هذه أيضاً لم تعد في متناولهم إذ تعذز عليهم حتى سندوتش الطعمية الذي أضحى بـ(3) جنيهات بالعملة القديمة و(3) آلاف جنيه وفقاً للحسبة القديمة لكن هؤلاء يتحايلون على هذه الأوضاع المشتعلة من أجل البقاء فاخترع أحدهم اختراعاً عظيماً باستحداث (شندوتش موز..! آي الموز العادي دا الكان بيقولوا ليهو زمان فاكهة الفقراء) وهو عبارة عن عيشة صغيرة محشوة بي نص موزة والأهم من دا كلو السعر مناسب جداً ويباع فقط بجنيه واحد كأرخص سندوتش على الإطلاق ويجد إقبالاً كبيراً من الناس والذين هجروا من قبل (الهامبيرقر) و(الشاورما) و(الأقاشي) و(صحون الفول المصلح) ولن يترددوا في شطب الطعمية من قائمة مأكولاتهم طالما أنها اختارت بطوعها الابتعاد عن متناولهم.
ويبقى السؤال إلى أين تمضي رحلة التحايل على الأوضاع واستحداث (الأكلات) فهل سنشطب يوماً ما سندوتش الموز بعد أن نعجز عن شرائه وبماذا سنستبدله وأخيراً هل سندوتش الموز وما قبله وبعده من حيث القيمة تكفي حاجة الجسم من الغذاء.
صحيفة السوداني
ع.ش
[/JUSTIFY]