فأصبح بالإمكان رؤية التهديدات تتحول الي معارك حقيقية في كردفان حيث دخلت قوات الجبهة الثورية لمدينة أبوزبد وقامت قوات الجيش بطردها بعنف مستخدمة سلاح باسم حركة العدل والمساواة جناح جبريل ابراهيم فان قوات الحركة انسحبت بسرعة من المدينة بعد تعرضها لنيران كثيفة وقصف جوي من القوات المسلحة غير أنه عاد للقول ان الانسحاب كان تكتيكا لحماية المدنين.
رواية الناطق الرسمي متناقضة ففي الوقت الذي تكبدت فيه الحركة خسائر فادحة وفقدت قائدها فضيل محمد رحوم قال آدم حسين ان الانسحاب كان موقتاً فهل كان ينتظر ان تتفرج القوات المسلحة علي إخلاء المدينة من سكانها تحت وقع قوات مليشيات الجبهة.
ربما لا، عودة النشاط العسكري لقوات الجبهة الثورية وطريقة احتلال المدن وتشريد سكانها سيما في مناطق كردفان كان متوقعاً ويري مراقبون ان تحركات التمرد ستكون أكثر تركيز في الفترة القليلة القادمة علي احتلال مدن كبيرة ومتوسطة في مناطق كردفان الغربية وعلي الحدود مع إقليم دارفور الذي تنشط علي أطرافه حركات العدل والمساواة بعد انشقاق فصيل بخيت عبد الكريم ديجو وانضمامه لوثيقة اتفاق الدوحة فضلاً عن وجود عدد من القوات ينتمي لفصيل اركو مناوي.
تنسيق الجبهة الثورية وفصائل حركات دارفور مع المعارضة في الداخل ليست جديداً برغم ان المؤتمر الوطني اعتبر تبني أحزاب المعارضة لبرنامج الجبهة الثورية مسألة خطيرة تنطوي علي تجاوز لقانون الأحزاب والتنظيمات السياسية الذي يحظر تحالف قوي سياسية مع أخري عسكرية لإسقاط النظام القائم عن طريق القوة طبعاً.
المح الوطني الي أنه قد يأخذ تحالف الثورية والمعارضة وتبني الأخيرة لبرنامج الجبهة العسكرية علي برنامج مرحلي لإسقاط النظام.
الأرجح لا شي فقد أعلن فاروق أبو عيسي وغيره من قيادات تحالف المعارضة منذ وقت طويل أنهم يعولون علي الجبهة الثورية (كرافع عسكري) في المواجهة مع النظام الذي استعصي فيما يبدو علي كافة مخططات إسقاطه عبر أكثر من سيناريو.
تحالف قوي المعارضة لم تتفق علي إدارة مرحلة ما بعد الإطاحة بالنظام واختلفت حول برنامج البديل الديمقراطي والفترة الانتقالية ودخلت الأسبوع الماضي في خلافات حادة وتبادل للاتهامات مع الأمة القومي الذي هدد بالانسحاب بعد ان روجت أحزاب التحالف لما وصفته بتبني الصادق المهدي لخط المشاركة أو مهادنة النظام غير أن الصادق طرح وثيقة جديدة تتجاوز أوضاع أحزب التحالف المتأزمة الي حوار وحل يشمل جميع الأطراف وفق مما رشح من دوائر الحزب مؤخراً في مسار يؤكد أنه سيفارق مظلة التحالف ولكن لا يعني هذا بالضرورة اتجاهه للمشاركة في الحكومة فقد أعلن المؤتمر الوطني ان الأمة القومي لن يشارك في التشكيل الوزاري القادم وبالنتيجة فان الحوارات بين الحزبين توقفت عند مرحلة رفض المشاركة والاتفاق علي أجندة أخري.
هجوم قوات العدل والمساواة علي منطقة ابوزبد تزامن مع إعلان قوي التحالف المعارض تبني خط المعارضة المسلحة التي تمثلها الجبهة الثورية وحركات دارفور ويري مراقبون وخبراء في الشأن العسكري ان هجمات الثورية علي مناطق في كردفان ودارفور ستتواصل طوال الصيف مما يعني أم مسألة الحوار بين الحكومة والقوي العسكرية والواجهات السياسية التي تمثل التحالف والجبهة ستتراجع لصالح الأجندة الحربية خاصة بعد أن أطلق التمرد صافرة البداية بهجومة الخاطف علي منطقة ابوزبد جنوبي الأبيض.
ولكن الي أي مدي يمكن للجبهة الثورية اللعب بورقة التصعيد العسكري في مواجهة القوات المسلحة والاحتفاظ في ذات الوقت بتحالفاتها مع أحزاب المعارضة في الداخل.
صحيفة الوفاق
كمال أمين
ع.ش