تنفيض الجيوب الإحترازي

[ALIGN=CENTER]تنفيض الجيوب الإحترازي ![/ALIGN] تابعت قبل فترة على إحدى اذاعات الـ (FM) استطلاع رأي طريف حول سياسات التوفير وتدبير شئون المال الاسرية .. سأل المذيع المشاركات في الاستطلاع من النساء بالهاتف، عن ردة فعلهن اذا ما اكتشفت احداهن بان زوجها يحتفظ بمبلغ مالي كبير على سبيل توفير (القرش الابيض لليوم الاسود) دون علمها .. يعني موفّر بـ (الدس)، وهل سيغضبها هذا التصرف؟
يميل الرجال لاتهام النساء ظلما بانهن يعتبرن أن توفر المال بين يدي الزوج قد يدفعه للتفكير في اوجه جديدة للصرف لعل اهونها شرا هو التطبيق، بعد تحويرهن لمثل اهلنا المصريين (المال السايب يعلم السرقة) ليصبح (المال الزايد بيعلم العرس)، لذلك يملن لاتخاذ تدابير وقائية ويعملن بسياسة (تنفيض الجيوب الاحترازي) أول بي أول .. لتبديد ما زاد عن الحاجة من المصاريف في توافه الأمور !
وتلك لعمري تهمة تظلم النساء (ظلم الحسن والحسين)، لان النساء صارن على يقين من خطأ تلك النظرية التي اثبتت فشلها، فالزوج الذي يرغب في الزواج مرة ثانية لن يشكّل له كثرة المال أو قلته عايقا يحول دون تنفيذ رغبته، بل اتضح أن العكس هو الصحيح فـ الرجال (المقشّطين) هم أكثر الازواج ميلا للبحث عن مصدر دخل اضافي يعينهم على تحمل اعباء المعيشة .. وبعيدا عن متاعب السعي لاقتناء الرقشات وغيرها من مصادر الدخل الاضافي الموعودة بالفشل، يكون الزواج من (عانس) أو (عزبّة) غنية هو اسهل وافضل الاختيارات عند المفاضلة بين تلك المصادر البديلة .. ولو ما بخاف الشِبيك لقلت ان الكثير من الزوجات صارن لا يجدن بأسا في مداعبة ازواجهن بالقول:
كدي اتلحلح وشوف ليك مرة غنيانة .. اكان تشتري لينا بيت وتضوقنا النغنغة حبة !!
إذن فغضب الزوجة من الزوج عندما تكتشف انه (مدكن ليهو قريشات) من وراء ظهرها، ليس لخوفها من رغبته في الزواج مرة اخرى، ولكن من وجهة نظر شخصي الضعيف لان هذا التصرف:
أولا: يعبر عن عدم ثقة الزوج في حسن تدبير زوجته للمال وبالتالي يدعّم ذلك التصرف – قيام حاجز نفسي مبني على التكتم وحجب الاسرار بين الطرفين.
ثانيا : لا يمكننا الاطمئنان لاننا سنخلد في الدنيا فالموت سبيل الاولين والآخرين .. معلق في الرقاب.
يعني الراجل ده كان قال كدي (كك) وقع مات .. زوجتو المسكينة دي مش حا تكون ما عارفة مالو من حالو؟ والقروش الداسيها دي لو مدفونة تحت طوبة حا تأكلا الارضة، ولو خاتيها في بنك حا تروح شمارة في ورقة !!
بالمقابل اختلفت اراء الرجال المشاركين في الاستطلاع بين مؤيد ومعارض، عندما سألهم المذيع عن تأيدهم لفكرة احتفاظ الازواج بفائض توفيرهم من المال للظروف الطارئة بعيدا عن ايدي واعين الزوجات.
تعتقد فئة من الازواج (المودرن) أن من واجب الزوج مشاركة زوجته في الهموم والاحلام وتدبير الهينة والقاسية معا .. ويؤكدون على ضرورة التمسك بالشفافية في التعاملات المالية بين الزوجين سوى ان كان المال (مال) الزوج أو (ماهية) الزوجة .. لان الحالة واحدة ولا فرق بين قروش الاثنين.
بينما تعتقد فئة معتبرة من الازواج ان ابقاء الزوجات بعيدا عن شئون تصريف المال عموما هو عين العقل، بحجة ان النساوين مغرمات بالصرف البذخي ولا يقدرن مدى الجهد الذي يبذله الازواج من اجل كسب المال الذي يبددنه في الفارغة والمقدودة كشراء العدة والملايات والستائر .. وتلك لعمري لهي الفئة الظالمة .. قولوا لي ليه ! .. قلتوا لي؟
سمح اقيفوا لي النقول ليكم ..
من يعتبر أن نسوان – الزمن ده بالذات خمجانات أو مبذرات، فهو يناقض نفسه وينكر المعلوم من الدَين – فتح الدال بالضرورة، وإلا كيف تستطيع الزوجة المسكينة التفوق على الحواة في الشقلبة وقلب الهوبة لتدبير اللقمة البياكلوها حتى آخر الشهر، بـ شوية القريشات التي يلقى بها الزوج لزوجته من باقي الماهية .. فلولا حسن تدبير النساء لجاع الرجال ولم يجدوا ما يسدوا به الرمق من يوم خمسة في الشهر .. أريتم بي جوعة الشوت رحطا !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

Exit mobile version