نص خطاب رئيس الجمهورية في القمة العربية

[ALIGN=JUSTIFY]بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الأخ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دول قطر فخامة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية السورية ورئيس الدورة العشرين للقمة العربية أصحاب السمو والفخامة.
السادة الوزراء السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،
أسمحوا لي أولا أن أتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير لأخينا صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة على مبادرته الكريمة بالدعوة لهذه القمة العربية الطارئة وذلك لبحث الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة جراء حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني في غزة تحت سمع وبصر الأسرة الدولية بأسرها وعجزها التام عن إدانة ووقف هذا العدوان الوحشي والذي ما كان له أن يتم لولا التواطوء المفضوح من قبل الدولة العظمى في العالم ، الولايات المتحدة الأمريكة والتي بلغت بها الجرأة والصلف تبرير هذا العدوان وإجهاض أي تحرك جاء لمجلس الأمن الدولية لإدانته ووقفه بصورة فورية مما أعطى إشارة الضوء الأخضر للكيان الصهيوني للاستمرار في حملة الإبادة الجماعية لأطفال ونساء وشيوخ الشعب الفلسطيني في غزة مستعملا كل أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا ومنطلقا من عقيدة شارون – موفاز والتي ترتكز أساساً الي وجوب أن يكون لكل يوم رقمه القياسي من الضحايا . لا شيء غير القتل ثم القتل ثم القتل. الأخوة أصحاب السمو والفخامة,,, لقد أخضعت سلطة الإحتلال الإسرائيلي قطاع غزة الي حصار تام لأكثر من ثلاث سنوات منعت فيها الغذاء والدواء والوقود ومدخلات الزراعة والصناعة أملا في أن يهجر الفلسطينيين أرضهم لمزيد من التمدد الصهيوني . ولما لم تفلح في ذلك شنت هذه الحرية البربرية وقامت بهذا التدمير الهائل لكل البنى التحتية والمرافق العامة والمستشفيات وقبل ذلك أهدرت أرواح المدنيين العزل والشيوخ والأطفال والنساء ومحدثة كارثة إنسانية تجاوبت معها كل شعوب الدنيا شرقا وغرباً. الأخوة أصحاب الفخامة والسمو،، لقد تنادينا لهذه القمة من أجل إتخاذ موقف عربي موحد وحازم يتصدى لهذا العدوان الهمجي الغاشم على شعب عزة وفضح أهدافه ومراميه وتكثيف الجهد على شعب عزة وفضح أهدافه ومرامه وتكثيف الجهد مع المجتمع الدولي وقواه الحية من أجل الضغط على إسرائيل وإجبارها على وقف عدوانها وسحب قواتهال المعتدية بالكامل من قطاع غزة ورفع الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وفتح المعابر بشكل دائم. أصحاب الفخامة السمو ،،، لقد تبنت قمتنا في بيروت منذ سنوات مبادرة السلام العربية وظللنا نرفعها شعارا في كل المحافل الدولية وحسِبنا أن رفع شعار السلام سيلقى تجاوبا من جانب إسرائيل والقوى الدولية التي تدفعها الي هذه الروح العدوانية والبربرية ولم يكن مستغربا أن ترد إسرائيل على مبادرة السلام العربية بمزيد من الضغط والحصار والتجويع على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وبمزيد من الإعداد لآلة الحرب للقضاء على الشعب الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية بعد تصفية المقاومة وفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني وإجباره على التخلي عن جميع حقوقه ليقبل بمسخ مشوه منزوع السيادة والإرادة يخضع بالكامل لسيطرة إسرائيل ويسمى مجازا بالدولية الفلسطينية ، وعلى ذلك فإن أول ما يتوجب النظر فيه هو إعادة النظر في المبادرة العربية للسلام وسحبها نهائيا حتى تفهم إسرائيل ومن يقف خلفها أن رفع شعار السلام لا يعنى الخنوع والمذلة ولا القبول بهذه الأوضاع التي تؤدي الي تصفية القضية الفسطلنية وإلي الاستسلام نهائيا لإسرائيل. ثم ما ينبغى النظر فيه هو إيقاف أي محاولات تطبيع مع إسرائيل وإنهاء وجودها الدبلوماسي والاقتصادي في الدول العربية ،، مع مراجعة علاقات الدول العربية بكل من وقف مع هذا العدوان وسانده حتى يعلم الجميع أن قضية فلسطين لا تزال هي قضيتنا المركزية وأن المساس بها هو مساس بكل الأمة ثم إن أفضل ما يمكن تقديمه لشعب فلسطين في غزة هو الدعم المادي والعيني والإنساني العاجل للتغلب على آثار الدمار وسفك الدماء الذي خلفته هذه الحرب الصهيونية الغادرة. الأخوة أصحاب السمو والفخامة,,, أحييّ في هذا المقام مواقف التضامن العظيمة التي عبرت عنها شعوب أمتنا والشعوب المحبة للسلام في العالم التي خرجت مواكبها الهادرة منددة بالعدواني الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وأحيى كذلك مواقف الدول الصديقة التي أدانت هذا العدوان وبادرت بتقديم الدعم السياسي والمادي والإعلامي لشعب غزة. الأخوة أصحاب السمو والفخامة ،، إن العدو الصهيوني يدرك تماما أنه لن يستطيع أن يحقق أهدافه من وراء عدوانه الآثم على شعب غزة إلا من خلال قسم الصف العربي والفلسطيني إلى محورين متناقضين ومتناحرين وبالتالي فعلى قمتنا هذه تفويت الفرصة على هذا المخطط الصهيوني الخبيث وذلك باستصدار قرارات تعلى من شأن الإجماع العربي والفلسطيني ويتوحد حولها الجميع حتى الذين غابوا عن حضور هذه القمة ولنتذكر جميعا ان النظام العربي الرسمي قام وترعرع وتبلور على أساس أن لديه قضيته إسمها فلسطين قضية جوهرها دفع الظلم وتحقيق العدالة واستعادة الحقوق المسلوبة. وفي الختام أسمحوا لي بأن أكرر الشكر لسمو الأخ الأمير حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر على مبادرته لعقد هذه القمة الطارئة كما اشكر حكومة وشعب قطر على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي غمرونا بها منذ وصولنا الي دوحة العرب الجملية والسلام عليكم ورحمة الله تعال وبركاته .
المصدر :سونا [/ALIGN]
Exit mobile version