جرياً علي المقولة الشعبية المعروفة في الأدبيات السودانية (الفي البرعوام) ونحن هنا بعيداً جداً عن الشريك الآخر ونعني به الوطني يثيرا استغرابنا هذا المطلب الغريب لعدة اعتبارات من المخجل أن تفوت علي فطنة هؤلاء الرافعين لعقيرة أصواتهم .
الاعتبار الأول أن الكل الآن في انتظار التشكيل الحكومي الجديد الذي تأكد انه يحمل متغيرات أساسية وجوهرية ربما تعطي أملاً لقوي المعارضة في انصلاح ظلت تطالب به ، وفي السياسية ليس من الحكمة في شئ استباق النتائج طالما ان بالإمكان قطف بعض ثماره.
القادة المطالبين بإنهاء الشراكة بدوا وكأنهم ليسوا ساسة ونخشى أن يكونوا بالفعل كذلك!!
الاعتبار الثاني ان كافة قوي المعارضة في هذه الأيام بالذات لزمت الصمت وهو صمت بليغ دون شك علي اعتبار أن انتظار ما قد تسفر عنه التشكيلة المنتظرة حدث مهم فيه مؤشرات مهمة لمستقبل العمل السياسي في البلاد والغريب هنا أن بعض قو ي المعارضة دخلت في مفاوضات ومحادثات سرية بغية إشراكها في الحكومة المرتقبة كجزء من عملية الإصلاح المرتجاة ومن الطبيعي في حال كهذه أن يتم إبقاء الموقف علي ما هو عليه لحين انجلاء الوضع تماماً في القريب العاجل!
الاعتبار الثالث ان قوي المعارضة أن كانت حريصة علي التغيير المنشود فإن من الاوفق والأفضل لها أن تعمل علي دخول الحكومة المرتقبة باعتبارها الحكومة التي تسبق العملية الانتخابية وفي ذلك ضمان لها لكي تخوض الانتخابات بطريقة سلة ومرضية لها.
في ظل وضع كهذا فإن من غير الكياسة أن يسعي الاتحادي للخروج من باب الدخول!! وأخيراً فإن قوي المعارضة وان أعابت علي الاتحادي الأصل دخوله الحكومة الحالية إلا أنها في الواقع ظلت تحسده سراً لأنها تعلم ان الفاعلية الحقيقية في العمل السياسي إنما تتأتي من داخل ماكينة الإدارة من خارجها.
ومن المؤكد أن وجود أحزاب المعارضة خارج الحكومة يحجب عنها حقائق واقع عديدة لا تمنحها القدرة علي إدارة الشأن السوداني إذا ما قدر لها يوماً ما أن تصل الي السلطة، وعلي كل ٍ يظل الحزب الاتحادي الأصل بزعامة الميرغني الحزب الأعلي سهماً في نقض الغزل وسكب اللبن والبكاء عليه!
سودان سفاري
ع.ش
-
-
-
-
-
-
-
-
