هؤلاء موجودون حولك

[ALIGN=CENTER]هؤلاء موجودون حولك [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]إذا جلست وحيداً في اي وقت تراه مناسباً ستجد أن الكثيرين من الناس يحيطون بك وهم يختلفون في الكثير من الأمور.
كنا نجلس معاً ، نضحك معاً نختار ما يعجبنا من الطعام ، نبحث عن ذاتنا بمحاولة معرفة نقاط ضعفنا فنعمل على تقوية نفوسنا حتى نرتقي إلى مصاف العظماء. نعرف الكثير من سير العظماء الذين لم يولدوا بصفاتهم تلك من أول يوم عدا الأنبياء فقد تحدثت عنهم الكتب.
من يرث المال ليس عظيماً بقدر الذي ترك له هذا المجد..
ومن يرث الملك ليس عظيماً بقدر أن السابق كان لا يملك سلطة الإحتفاظ به إلى الأبد فالموت سلطان على الكل…
وأنت وسط المجتمع الذي تعيش فيه واحد من ثلاثة تصادفهم وأنت سائر:الأول وأثناء خروجك من الدار ،إن كنت تظن نفسك أطول الناس قامة فيصادفك من تنظر إليه من عل وتحاول رفع هامتك بشد رجليك حتى ترى عينيه….ببساطة شديدة تكتشف وجود من هو أطول منك، طبعاً إن نسيت بأنك مخلوق من طين فأمسك بل ابق مندهشاً زمناً طويلاً.والثاني الذي ستصادفه هو أنه بينما أقنعت نفسك بقصر قامتك ستجد في أقرب زاوية من تحاول عند التحدث معه النزول أرضاً حتى يسمعك وتسمعه بوضوح ، ولتتبين ملامحه جيداً لابد من الإقتراب منه وقد تجلس على الأرض ولا ينقص ذلك شيئاً من قدرك… وإن لم تفعل فأنت الخسران.والشخص الثالث لا أنت ناظر إليه من علِ ولا بحاجة للإنحناء له حتى تسمعه فكلاكما في طول واحد والحمدلله…
وإن سألتني فاقول إن كنت أطول الناس وأرفعهم هامة فليس سؤالي عن الفخر بل ما هي الفائدة التي تكتسبها من هذه النعمة…. إن كنت بنفسك من يبشر بطول هامته فبئس ما لديك من فكر، وإن كان الآخرون المستفيدون هم القائمون بالأمر فهنيئاً لك بقامتك!!.
ومن الغرائب أن كل شخص من الثلاثة أعلاه ، تجد بعضهم يلعن حاله ويندب اليوم الذي وقع فيه ضحية موقفه… وهو بذلك ليس راضياً بما هو عليه..
وليس هذا هو الموجود فقط فقد تكون راضياً بما خلقك الله عليه وتحاول بقدر الإمكان الإستفادة مما وهبك في خدمة الآخرين ، وهنا يظهر لنا نوع آخر من الناس فهذا يتمنى زوال ما لديك من نعمة بدلاً من جعل المواقف أفضل مهما يكون….
وإذا نسينا كل هذه فالأصابع فقط تعلمنا بأن المهام دائماً لا تقوم بها واحدة بنفس القدر… ورغم ذلك فليس هناك من يدعي عدم حاجته لبقية الأخريات….
ومن لم يعرف نعمة ما هو فيه فليس سهلاً على الآخرين إرغامه على القبول بما يرونه عكسه.. ومن العجائب أن قدرة مثل هؤلاء على قبول السلبيات اسهل من غيره…
كن على قدر قامتك واقنع الاخرين بفعالية ما خلقك الله عليه تكتسب الأهمية. [/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1087- 2008-11-23

Exit mobile version