سمعت شفت وجابوه لي

[JUSTIFY]
سمعت شفت وجابوه لي
(1)
نادر,, مشروع لم يكتمل
حزني على رحيل الشاب الفنان النادر نادر خضر كان حزنا فوق العادة كان حزنا له مسبباته الخاصة والعامة فمن حيث الخاصة عندما سمعت نادر لأول مرة في تسعينات القرن الماضي كتبت مشيدا بخامته الصوتية وبطريقة أدائه المتأثرة بالاثيوبية فكتبت موجها حديثي لأستاذنا الراحل المفكر العظيم محمد أبو القاسم حاج حمد الذي كان مسكونا بكونفدرالية القرن الافريقي قائلا له ابحث عن الشاب نادر واستمع اليه فسيكون خير معينا لك في مشروعك السياسي. ثم كتبت ثانية معلقا على نادر في برنامج اغاني واغاني فقلت انه ريحانة هذا البرنامج وقلت انه يؤدي اصعب الاغاني في الحلقة واشدت بقلة كلامه وقلت ان القليل الذي يصدر يدل على عمق ثقافته ووصفت صوته بأنه صوت مثقف, ظل نادر يرسل لي عاطر تحياته مع كثير من الزملاء, المرة الوحيدة التي شاهدته فيها كفاحا كانت باستاد الهلال ويومها كرمني والدكتور حسن علي عيسى, مجلس إدارة الهلال الذي كان يترأسه الفريق عبد الرحمن سر الختم ومن أعضائه النشطين الأستاذ مالك جعفر باعتبار أننا من أكاديميي مؤسسة الهلال وكان فنان الاحتفال نادر خضر فصعدت إلى المسرح مبشرا فتعانقنا وصدرت منه عبارة وين انت يا أستاذ؟ أثناء غنائه، فهمست له بأن سنلتقي, يتميز نادر بأنه مؤد للغناء بصورة غير عادية وفي تقديري أنه يشارك محمد الأمين في هذه الموهبة والخاصية يكفي نادر أنه وهو صبي شارك في الدورة المدرسية باغنية عن حبيبتي بقولكم كما انه برع في اداء اغاني صلاح مصطفى مثل بعد الغياب وشارع الصبر وغالي الحروف وهي ألحان في غاية الروعة والصعوبة معا, لقد رحل نادر ومشروع صداقتي معه لم يكتمل ولكن الأهم أنه رحل ومشروعه الفني لم يكتمل فخامته الصوتية لم تؤد إلا القليل من الأغاني, اللهم ارحمه واغفر له والشباب المبدع الذي كان معه (وليد وفارس ومحمد الطيب) وعوضهم عن شبابهم الجنة.
(2 )
يفتح الله
قال لي ألم تر صورة القائم بالأعمال الأمريكي وهو يرتدي زي المريخ ويجلس مع الجمهور في مقصورة استاد المريخ يوم مباراة مازيمبي المريخ؟ فقلت له: نعم رأيتها، فقال لماذا لم تعلق عليها؟ فقلت له أقول شنو؟ فقال لي تقول إن الرجل خالف سياسة بلده العدائية تجاه السودان وأنه محب للرياضة السودانية وخاصة المريخ, فقلت له إنه سفير أمريكا وليس شخصا عاديا ولا بد من أن ننظر إليه بنظرتنا لأمريكا التي ما زالت تكيد لنا فالرجل متأكد أو التقارير التي لديه تقول إن مازيمبي سوف يجلد المريخ جلدة ساخنة لذلك جاء ليتفرج عليه ويشمت فيه فلا تخدعك “الحبتين بتاعت الفنيلة وكدا” ثم ثانيا فطالما أن الرجل ارتدى شعار المريخ الأحمر مع النجمة فالمؤامرة ما زالت قائمة فلو ارتدى زي الهلال الأبيض مع الأزرق مع رسمة الهلال كان يمكن أن نقول إن هناك توجها جديدا في السياسة الأمريكية تجاه السودان ولكن طالما أن النجمة على الصدر فما فيش فائدة بالمرة.
(3 )
العنصر الثالث
ما زال أستاذنا عبد الله علي إبراهيم يجهد نفسه لمعرفة الجهة التي ارتكبت مجزرة قصر الضيافة في يوليو 1971 وهدف البروف عبد الله في غاية النبل وهو التعافي الوطني وتخليص التاريخ الوطني من الضغائن، ومن خلال متابعتي لما بذله البروف عبد الله من جهد بدا لي أنه توصل إلى أن هناك جهة ثالثة قامت بتلك العملية بقصد التخلص من الانقلابيين الشيوعيين ومن جماعة مايو . تذكرت هذا الأمر وأنا أتابع أخبار سوريا في بداية هذا الأسبوع حيث قال أحد مبعوثي الأمم المتحدة ومن أعضاء فريق كوفي عنان: إن التفجيرات التي حدثت في سوريا كانت بفعل عنصر ثالث أي أنها ليست من المعارضة وليست من النظام، فبدأ يجول في خاطري أن هناك دوما جهة ثالثة في أي معركة من المعارك فالنظر للجهتين المتحاربتين لا يعطي كل الحقيقة ولا يكمل الصورة إذ لا بد من البحث عن الجهة الثالثة المختفية وراء نقع المعركة، فأرجعت البصر لما يدور بين السودان ودولة جنوب السودان فوجدت القضية “بايظة جدا” إذ ليس هناك جهة ثالثة بل جهة أولى وثانية حتى بعد ذلك نجد جهتي السودان وجهة جنوب السودان فإن كان ثمة بحث عن مستفيد خفي ومحرك للأحداث في الحرب بين السودانين القديم والجديد فيجب أن نبحث عن العنصر الخامس, يبدو أن التضخم الذي حدث في السودان طال كل الأشياء بما فيها الحرب فبدلا من الجهة الثالثة نبحث الآن عن الجهة الخامسة فالحكاية ماشة مع الدولار الذي بلغ سعره من الجنيهات خمسا تقريبا.
(4 )
طه الجاك
أتابع بكثير من المتعة البرنامج التوثيقي الهادف الذي يعده الدكتور أحمد الصادق والسر السيد ويقدمه الأول في نهار الجمعة من إذاعة أم درمان وفكرة البرنامج تقوم على استعراض الدور التاريخي لواحد من بناة الحداثة أو النهضة السودانية الحديثة أي جيل الرواد، وفي الحلقتين الأخيرتين تناول البرنامج شخصية طه الجاك ومن خلال ما كتبه عنه الدكتور عز الدين ميرغني، وطه الجاك من الإداريين الذين بنوا مشروع الجزيرة وامتدادته ومن الذين سودنوا وظائفه فهو من أخلص وأكفأ الإداريين السودانيين لفكرة الانجليز في مشروع الجزيرة التي تقوم على تحديث الأرض وترك المزارع في جهله وتخلفه لذلك حظي بإعجابهم وتقديرهم، وحافظ طه الجاك على ذات الفكرة في العهود الوطنية لأن الحكومات الوطنية استمرأت نظرة الانجليز في المشروع وكانت تخشى من أي تغيير لمصلحة المزارع لذلك تكلس المشروع وحدث ما حدث له فطه الجاك وجيله كانت نظرتهم للمزارع أسوأ من نظرة الانجليز له لقد كان يحتقرهم لذلك تعرض طه الجاك لثورات عارمة كادت أن تؤدي بحياته ولعلها لا توجد في ارشيف بركات ولو أرادها دكتور عز الدين من أفواه من عاصروها فيمكننا أن نربطه بهم، قديما قال تشرشل إن التاريخ سوف ينصفنا لأننا نحن الذين نكتبه فطه الجاك كتب تاريخه في تقاريره الموجودة وفيما كتبه عن رؤسائه ومرؤوسيه ولكنه يظل من زمرة النخبة السودانية التي أدمنت الفشل بمقاييس التطور والعدالة ولكنه ناجح جدا فيما وظف له.
(5 )
فحولة افريقية
في جنوب افريقيا اكتسب نلسون مانديلا الزعامة والكارزيما السياسية بنضاله الشاق الطويل ضد الحكم العنصري فأصبح من أعظم السياسيين على مستوى العالم وعلى مدى الزمن أعقبه ثامبو امبيكي المثقف صاحب الحكمة ويكفي أنه من تلاميذ مانديلا النجباء فأعقبهما جاكوب زووما الرجل الضخم صاحب السند القبلي والمشتهر بأنه زير نساء فربع وخمس وسدس إذ تزوج السادسة قبل أيام رغم أنه مسيحي ولكنه يقول عن نفسه إنه افريقي وإن كانت مسيحيته تتعارض مع تقاليد قبيلة الزولو فالقبيلة أولى ومن طرائفه النسائية أن طلبته إحداهن في نفسها وكانت مصابة بداء الايدز فلبى رغبتها وعندما سئل عن سبب مجازفته هذه قال إنه اهون عليه أن يصاب بمرض الايدز ويموت من أن يكسر خاطر بنت. أها تاني النسمع لي زول يقول بموت فيك اهو الموت كدا ولا بلاش.
(6 )
مصطفى وهارون
أسعد لدرجة الطرب عندما أسمع أحدهم يقول إن العاصمة تريفت أي دخلوها ناس الريف وثقافتها عامت هذا على وزن (دخلوها وصقيرها حام) فالعاصمة أصلها كانت مصنوعة ولم تكن معبرة عن ثقافة عموم أهل السودان ولكن جزى الله المصائب من جفاف وتصحر وانفراط أمني حيث جعل الأعمى يشيل المكسر وجري على الخرطوم فأصبحت ديمغرافيا ممثلة لجميع أهل السودان وبما أن معظم الهجرات كانت جماعية فقد احتفظوا بعناصر ثقافتهم لا بل فرضوا بعضها على أهل العاصمة فاذهب إلى السوق العربي لتجد السلات الشرقاوي مع أم جنقر الدارفورية مع القراصة الشايقية مع العصيدة الجزيرية أما اللبس فيكفي أن الصديري أصبح أكثر انتشارا من البدلة الافرنجية ولعل أبلغ مثال يحكي تنازل العاصمة لثقافة الريف نجده في الإعلان الغنائي لإحدى شركات الاتصالات الذي ورد فيه (مرتضى ومروان اخوى) أصبحت نسخة منه الآن تقول (مصطفى وهارون أخوى) لا بل دخلت الدلوكة في أحد ألحان ذات الكلمات أولاد الذين ما قلت لوبا؟ على العموم تمر العاصمة اليوم بمرحلة سيولة ثقافية ولكنها حتما سوف تتصلب وسوف تكون محتوية لثقافات عموم أهل السودان ومعبرة عنها، فابشروا بالخير.
(7 )
كرار التهامي
في جلسة تفاكرية بجهاز السودانيين العاملين بالخارج قدم الدكتور كرار التهامي رؤية متقدمة لما يجب أن تكون عليه سياسة الدولة تجاه الهجرة والاغتراب ودعم كرار رؤيته بشواهد ممتازة من تجربته في رئاسة الجهاز لا بل خطا خطوات عملية بإنشاء مركز دراسات الهجرة الذي يقف على رأسه أستاذنا البروف الهادي عبد الصمد. إن الهجرة قدر جميع دول العالم والدولة الشاطرة هي التي تجعل منها أداة للتطور والتقدم ويمكن أن تكون موردا لا ينضب إذا اتسع عقل صانع القرار لها وبدأ التعامل معها بطموح غير جباية الضريبة ومنح التأشيرة للمغترب والمهاجر وقد قالها الدكتور كرار صراحة إنه لا يرى في عمل الجهاز الحالي أي تطوير لفكرة الهجرة خاصة الأمر المتعلق بإجراءات سفر المغتربين, أكاد أجزم لو أن كل من ولي مرفقا من مرافق الدولة نظر له نظرة كرار لجهاز المغتربين لأصبح لبلادنا شأن آخر. وفقك الله يا كرار وكفاك شر …..(أحسن نخليها مفتوحة).
(8 )
لا ينتهي بالدفن
أعطي منزلا من المنازل التابعة للمؤسسة التي يعمل بها بعد انتظار طويل فجاء بعفشه وأهله فوجد أن الأسرة التي كانت تسكن قبله في المنزل لديها حفرتا دخان واحدة في الحوش والثانية في غرقة داخلية وكل واحدة منهما مصممة تصميما خاصا ومتميزا فصاح بأعلى صوته (يا جماعة تعالوا شوفو المفترية دي عامل ليها حفرتين دخان) فردت عليه زوجته (يا راجل ما تكورك انت مالك حاسد ولا بغران؟) (لا حاسد ولا بقران لكن مستغرب ايه لزوم الحفرتين والزمن دا العايز ليهو دخان منو؟ الناس دي جنت ولا شنو؟) (اذن انت خائف بس؟) (أخاف من شنو؟ مش الحفر دي هسي بدفنها) وبالفعل دفنهما وزوجته تنظر اليه. ثم خرج وأخذ يحدث في الناس كيف أنه وجد في المنزل حفرتين دخان وأنه دفنهما وانتشرت القصة في الحي وأكمل الشمار دورته بأن عاد للبيت فعاتبته زوجته قائلة (يا خي حفرتين وانت دفنتهن لزوم الفضائح والكواريك شنو؟ انت بالطريقة دي بتشيل في حالك مش حال الزول الكان ساكن قبلك) فرد عليها (يا زولة أحسن أشيل حالي ولا يشيلك انتي حمار النوم).

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]

Exit mobile version