وبروفسير معتصم موثّق علي طراز ممتاز،وقد طلب مني بشدة حضور الندوة،وفي نفس الوقت شدد علي حضوري الشيخ الفاضل البروفسور أحمد الطيب قريب الله،وكان سر هذا الاهتمام هو إستشهاد البروفسير معتصم في بحثه بكتابي: أقباط السودان الجزءالأول، فلقد اعتبره مسندا كبيرا لبحثه الدقيق كما قال لي.
وقد قدمت مداخلة في الندوة،واعتبرت أن مقاله بروفسور معتصم واهتمامه الدقيق بكتابي أقباط السودان الجزاء الأول رفع معنوياتي كثيراً،لانني وأنا اكتب هذا الكتاب كنت أخشي علي القارئ أن يصيبه الملل فقدمت في المفتتح عدة نوادر وطرائف ولطائف،وذكرت أمامه دور الحمير في ركب الحضارة، فمطران السودان الأنبا صرابامون باع حماره المرسيدس بستة
________________________________________
جنيهات ووزع مرتبات المدرسين ومن ثم ذهب ليجمع تبرعات من كنائس مصر، وابتدأ بمدينة أسيوط،وجلس تحت المنبر وقال إنه مستعدأن يقبل تبرعات من مليم واحد إلي مائة جنيه،ثم أن كاهن عطبره سنة 1935م كان يملك حمارا ذكرا أقام علاقة مع حمارة انثي في منزل حاكم مدينة عطبرة،وابتدأ الحمار يتردد علي بيت الحاكم مما شكك فيه جهات الأمن والتي حجزت الحمار وطلبت صاحبة، وذهب الكاهن إلي هناك وحكم عليه بدفع غرامة.بمبلغ خمسة قروش،وكتب تعهدا ألا يتعرض حماره إلي أنثي الحمير عند الحاكم،وبهذا أغلق ملف من ملفات الحب والغرام،ثم المكتبة القبطية بالخرطوم حيث اقترح العضو شكر الله ميخائيل إقامة مربط للحمير في مدخل المكتبة القبطية وتم الموافقة علي اقتراحه في عام1943م،وكان الباباكيرلس الخامس عندما زار السودان للمرة الثانية عام 1909م،اعتذر عن الذهاب إلي أم درمان فقد كان عمره فوق الثمانين عاما،وظهره لأيقدر أن يتحمل ركوب الحمير، وبعد هذا قلت في مداخلتي أن كل الحاضرين هم من أسرة قريب الله،وأن الهادي قريب الله عندما كان ناظراً لمدرسة أقباط أم درمان، شجع الطالب معتصم أحمد الحاج بعد أن تم حبسه للاشتراك في مظاهرة ضد الاستعمار وقال له السجن للرجالة،وأنت رجل،ولكن كل واحد فينا قريب الله عملا بقول الشاعر:
يارب قربني إليك حقيقة
لأكون بالمعني قريب الله
وهذا ماقاله يعقوب رسول السيد المسيح (اِقْتَرِبُوا إِلَى اللَّهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ) (يعقوب 8:4) ..وأيضاً حادثت مولانا الصايم ديمة،الصوفي الوقور وقلت له:أنت يامولانا أقرب الناس إلي الأقباط،لأنهم صائمون دائما،وكل واحد فيهم صايم ديمة،لأنهم يصومون ثلثي العام.وقلت أنه يشرفني كمسيحي الموقف البطولي لمولانا قريب الله الذي كان أول من رفع الآذان في القصر،والي ماكتبه البروفسير معتصم في اختصار لبحثه وندوته.
أول من رفع الأذان في قصر الحاكم العام:-
يظن كثير من الناس أن التاريخ هو الروِّايات السَّماعية أو المذكرات أو مايكتبه الهُواة والشَّدَاة والكاتبون والمتأدبون .لكن الحقيقة أن التاريخ لايكتبه إلا المؤرخون أصحاب المنهج العلمي.ولا يقوم بناؤه إلا بالوثائق.وأنَّه أحد أهم العلوم الإجتماعية،ومايكتبه هؤلاء إلا مادة لكتابه التاريخ .يَتَناولُها المؤرخون فَحْصاً ودَرْساً بمنهجهم العلمي،وما ثبتَ وصدَق أخذُوا به وماكان غيرُ ذلك ضربُوا به عُرضَ الحائط، لهذآ وفي جمع حاشد ضمّ لفيفاً من العلماء ومشايخ الطرق الصّوفية ضاق بهم مركز محمد عمًر بشير للدراسات السّودانية بجامعة أم درمان الأهلية أقام المركز ندوةً توْثيقيَّة في يوم الأربعاء 24 أبريل 2013زافتتحها البروفسور الدكتور/ كرار أحمد بشير العبّادي مدير جامعة أم درمان الأهلية بكلمة ضافية وترأسها شيخ المؤرخين البروفسور يوسف فضل حسن،قدّم فيها البروفسور المعتصم أحمد الحاج مدير المركز، محاضرة بعنوآن (أولُّ من رفع الأذان في قصر الحاكم العام) كانت خلاصة لبحث علمي وثائقي استمر تسعة عشَر عاماً، أعقبها تعليقات من من الدكتور الشيخ أحمد الطيب محمد الفاتح، والدكتور الحبر يوسف نور الدائم، واللواء الهادي بُشري، والأب القمُّص الدكتور فيلوثاوس فرج وآخرين، وقد إستعرض البروفسور في أول المحاضرة مصادر بحثه والتي شمَلت كلّ ما كتُِبَ عن قصر الحاكم العام،والصحيفة الرسَّمية لحكومة السودان .
مركز الخدمات الإعلامية
فليو ثاوس فرج