ولقد كنت قريباً جداً من شركة مارسلاند، ومن كل طاقمها إبتداءً من قائد الركب العظيم الأخ الرشيد عبدالعظيم أورتشي، مروراً بكل العاملين فيها، وفي كل المواقع داخل السودان وخارجه، فعلاقتي بالشركة كانت علاقة خاصة ومتميزة، ولم يكن على مارسلاند أية علامة من علامات المرض، ولم يصبها إعياء ولا هزال، ولم يشحب لونها، بل ظلت زاهية زاهرة مثل حسناواتها الرائعات البديعات، وشابة فتية مثل طاقمها الشاب المغوار، الذين يملأون المكان نشاطاً وحيوية، ويؤدون أعمالهم بكفاءة وإقتدار، وصرت في الفترة الأخيرة أشير كثيراً إلى تجربتين رائعتين لقيادة الشباب للعمل، هما تجربة مارسلاند، وتجربة شركة «كومون».
أطال الله في عمرها، وزادها شباباً وحيوية، وأضفت إليهما أخيراً تجربة شركة سوداتل بعد رحلتنا مع قيادة الشركة في زيارتها الأخيرة، إلى شركاتها في غرب افريقيا والتي إشتملت على زيارتين لاكسبريو في السنغال و«شنقتيل» في موريتانيا، على عهد المدير المستقيل المهندس إيهاب، وكان معه نائبه الذي تولى الإدارة من بعده المهندس طارق حمزة وبقية الشباب، مجدي مكي، والدكتور هشام البدري، ومحمد الأمين، والحاضرة الغائبة الدكتورة بتول، ورغم حسرتي على ذهاب ايهاب ، سعدت بأن أسند الأمر إلى رفيق دربه طارق، وكلاهما من مدرسة الشباب، وأرجو أن يمكنه مجلس الإدارة من الإستمرار بتثبيته في هذا الموقع.
ومارسلاند لم تكن تعاني من أي خلل لا في نظامها الإداري ولا المالي، ولا في علاقاتها البينية، ولا في سياساتها، ولا في رؤيتها وتفاعلها مع الأشياء من حولنا، وظلت حتى آخر يوم واعية بدورها المجتمعي ومؤدية له بأحسن وجه، وهذا ما لا يسقط من ذاكرة الأمة أبداً ، حتى وإن سقطت مارسلاند من أجواء الطيران، التي كانت لها فيها سيرة بهية .
آخر دور مجتمعي عشته مع مارسلاند كان في رعايتها للجزء الأكبر من مسابقة «الوطن» التي نظمناها في شهر رمضان الماضي، وكانت مارسلاند أول من قدم جوائز الرعاية للفائزين، وكانت جوائزها الأعظم والأثمن في احتفال فخيم، أقامته للفائزين في مباني الشركة في جاردن سيتي ضاحية الخرطوم الشرقية، وعندما أصدرت صحيفة «المشهد الآن» قبل عام ويوم واحد فقط، ونقلت إليها العيادة الخيرية التي كنت قد أسستها قبل نحو عشر سنوات في صحيفة «الأزمنة»، تبرعت مارسلاند بتقديم تذكرة لأي مريض يوصي أطباء العيادة بعلاجه في القاهرة، ثم شاركتنا بعد ذلك في صالون سيد احمد خليفة في رعاية تكريم رئيس نادي المريخ جمال الوالي، ونقلت عشرة من نجوم الرياضة المصرية ، ونجوم السودان في مصر في العصر الذهبي، وقامت بتكريمهم وتكريم المحتفى به كذلك ، ومن قبل شاركت مارسلاند الوطن في تكريم المتفوقين في الشهادة السودانية، هذا بالإضافة إلى أدوار مجتمعية عظيمة، ظلت تقوم بها الشركة حتى اليوم، ولم تتوقف عنها حتى بعد إتخاذها قرار التوقف الإجباري ، لأنها لم تعد قادرة على مصارعة الظروف القاهرة، التي لن تستطيع شركة أخرى على مصارعتها .
مركز الخدمات الإعلامية
[/JUSTIFY]