*السودانيون ليسوا وحدهم من يرقبون بقلق ما يجري في وطنهم وإنما تشاركهم في ذلك الأسرة الدولية والمحيط الإقليمي ، لأن ما يجري بين بلدي السودان يهدد السلام في المنطقة المحيطة وفي العالم أجمع.
*مع تقديرنا للحراك الإقليمي والدولي الذي فرضته هذه التوترات السودانية إلا إننا كنا ومازلنا أحرص على الحل السوداني السوداني سواء بين الحكومتين في دولتي السودان أو تلك التي تشكلت داخل السودان من رحم الخلافات الفوقية القديمة المتجددة بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
*بعيداً عن السياسة التي تسببت في كل الاختناقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية ، فاننا لم نمل الدعوة لهذا الحل السياسي السلمي القومي الديمقراطي حتى قبل انفصال جنوب السودان بل كنا نرى إن هذا الحل يمكن إن يعزز فرصة الوحدة ويستكمل السلام في دارفور ويحققه في كل ربوع السودان.
*ما زلنا نرى إن ما يجري في جنوب كردفان والنيل الأزرق وحول أبيي نزاع داخلي بين أبناء السودان, كما نرى إن أسباب النزاع بين الشمال والجنوب لا تختلف كثيراً عن أسباب النزاعات الداخلية ، لذلك باركنا إتفاق السلام الذي أوقف الحرب بين شطري السودان في ذلك الوقت, ولكن للأسف عدم اتفاق الحزبين الحاكمين في دولتي السودان أدى إلى استمرار النزاعات وتفاقمها ونخشى من عودة الحرب اللعينة بكل تداعياتها المأساوية بلا طائل بسبب هذه الخلافات التي نرى إنه يمكن أن تحّل سلمياً.
*لذلك أيضا فإننا نبارك أية مبادرة سودانية تهدف للوصول إلى هذا الحل, ومن بين المبادرات المطروحة حالياً وسط القوى السياسية ، إضافة للمبادرات التي طرحت من أهل الداخل مبادرة مركز أبحاث الديمقراطية والدراسات الإستراتيجية بأستراليا الذي يديره الأستاذ زين العابدين صالح عبد الرحمن المقيم حاليا ببرزبن بأستراليا, والتي ترى إن العمل العسكري مهما كانت دوافعه لا يؤدي إلى الديمقراطية.
*إن الحل السياسي الديمقراطي يستوجب الاعتراف بواقع التعددية السياسية والثقافية والاثنية بما في ذلك الاعتراف بحزب الحركة الشعبية الشمالي كحركة سياسية سودانية بعد معالجة أوضاع ميلشياته ضمن القوانين والأعراف الدولية المتبعة.
*أننا نرى ضرورة تكامل المبادرات السودانية الداخلية والخارجية وإستعجال عقد مؤتمر السلام بالداخل بمشاركة حزب المؤتمر الوطني وحزب الحركة الشعبية الشمالي ولا مانع من الضامنين الإقليمي والدولي ولكننا نرى إن الضامن الشعبي السوداني هو السبيل الأقوم والأجدى والأكثر استدامة لتأمين السلام في الداخل وبين بلدينا ومع العالم أجمع.
كلام الناس – السوداني