معالم البلاد التاريخية .. أهملتها الدولة .. وبطش بها المواطن

[JUSTIFY]يعتبر التراث الحضاري المعماري وغيره على اختلاف أنواعه وأشكاله فخراً للأمم واعتزازها، ودليلا على عراقتها وأصالتها، أي أنه معبر عن الهوية الوطنية وصلة وصل بين الماضي والحاضر، ومن الموسف أن يكون ذلك التراث حتى وقت قريب مضى عرضة للضياع والهدم وغيرها من أشكال التدمير إلى أن يصل بها الحد لمرحلة الاندثار والإهمال الذي تسبب في تلفها وخرابها والمؤسسات التي تعتني بها وتصونها وترممها كما أن لا وجود لها، الماضي السوداني مليء بالكثير من القصور والمعابد والمساكن والأماكن الأثرية والتراثية والتاريخية منذ زمن بعيد إلا أنها تعاني معاناة الجوعى ومرضى السرطان.
تباً للملصقات الدعاية والإعلان من أكثر أنواع التجارة ربحا هذه الأيام لنسبة لكثرة المؤسسات والشركات وغيرها التي تحاول أن تصل بسلعتها أو خدمتها لأكبر عدد ممكن عبر أي وسيلة مهما كانت وسيرا على الطرق المنهجية في الإعلان قامت عدد من الشركات الإعلانية بطرق أكثر حداثة، وأكبر تأثير لإيصال الإعلان المعني مثل الشاشات وتحديد مناطق لوضع الملصقات وغيرها محافظة على الشكل الحضاري لأي منطقة يعلن فيها.

وبالرغم من كل ذلك لا توجد أي ضوابط لوضع أماكن هذه الإعلانات من الجهات المعنية داخل ولاية الخرطوم للمحافظة على بيئتها وشكلها الحضاري الذي تلوثه مثل هذه الأعمال غير المراقبة وفاقدة للاهتمام، وبالرغم من التطور الباهر والملحوظ في طريقة الإعلانات والملصقات التي تبدلت لشاشات عرض موزعة في شوارع الخرطوم، إلا أنه مازال عدد من المعلنين يضعون تلك الأوراق الإعلانية في حوائط الخرطوم التي تضيف لقبحها المزيد الذي يجعل شكلها مكبا للأوساخ، وتستهدف هذه الأوراق المناطق الأكثر حراكا داخل الخرطوم لضمان انتشار الإعلان متجاهلين ما تسببه هذه الأوراق ذات الشكل غير الحضاري.

خطر ماثل تشكل هذه الملصقات خطرا على جزء من تلك المعالم التي أسلفنا الحديث أن أهميتها ومكانتها، وأكبر دليل على ذلك النصب التذكاري للراحل عبدالفضيل الماظ الذي يقع في شارع الجامعة يعاني من هذه الأوراق وتوجد أدنى سبل الاهتمام به من الجهات ذات الصلة ولا حتى المواطن العادي الذي يسمح بوضع الإعلانات على هذا النصب التذكاري، وأيضا أم درمان وحكومتها لا تهتم بذلك الصرح الشامخ بوابة عبدالقيوم التي تحفها الأوساخ من كل الجوانب، ويدعو شكلها بكل هذا الإهمال بعظمتها وأنها إرث وتاريخ لابد من الاهتمام به كمعلم أثري وله تاريخه، وهي واحدة من زلات الجهة المسؤولة عن المعالم التاريخية في بلادي، فكثير منها يعاني الإهمال والتجاهل، وبدلا أن تصبح بوابة عبدالقيوم وغيرها من الأماكن مزارا للسياح من السودان وخارجه وبدلا أن تكون مزارا أيضا للطلاب ضمن الرحلات التي تقيمها المدارس وتكون بمثابة البرهان للأجيال ليعرفوا تاريخ أجدادهم لكن من يصدق بأن هذه البوابة لها دلالاتها ومكانتها التاريخية، وهي الآن لا تقل كثيرا عن أي (كوشة) ومكب للأوساخ.. (اليوم التالي) تناشد الجهات ذات الاختصاص بالاهتمام أكثر بمثل هذه المعالم ومراقبتها ونظافتها وحمايتها من الأيادي التي لا تعرف مكانة هذه المعالم وأهميتها.

صحيفة اليوم التالي
علاءالدين أبوحربة
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version