نزع السلاح بين السودان والجنوب .. وقف انفجار قنبلة موقوتة

[JUSTIFY]اتفاق التعاون المشترك الذي تم توقيعه بين السودان ودولة الجنوب في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لتنفيذ برامج وأنشطة نزع السلاح والتسليح وإعادة الدمج ومشروعات امن المجتمع والسيطرة علي الأسلحة الخفيفة والصغيرة يعد خطوة مهمة في تعزيز بناء السلام والاستقرار خاصة في المجتمعات الحدودية بين الدولتين ويعطي مؤشراً بأن العلاقة بين السودان ودولة الجنوب أصبحت طبيعية تقوم علي تبادل المصالح إذا ما تم إنزاله الي ارض الواقع.

وتم التوصل لهذا الاتفاق بعد اجتماعات استمرت ليومين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا برعاية مفوضية الاتحاد الإفريقي بدعم من مركز بون العالمي للسلام حيث أكد البيان الختامي للمباحثات أهمية التعاون المشترك وبذل الجهود وتكثيف الطاقات والإمكانات للأجهزة المعنية لإنزال هذا البرنامج علي ارض الواقع لان عدم تنفيذ هذا البرنامج من شأنه أن يفاقم من الأخطار الأمنية للدولتين طالما ان السلاح ما زال في أيدي مجموعات كما أوصي الاتفاق علي تشكيل لجنة من الجانبين لمتابعة توصيات ومقررات الاجتماعات والاتفاقات التي تمت حول عملية نزع السلاح وإعادة الدمج وامن المجتمع.

ويعد برنامج نزع السلاح وإعادة الدمج والتسريح جزءاً من نشاطات ما بعد الحرب تنفذه مفوضيات مختصة أعقبت توقيع اتفاقية السلام الشامل وتم إنشاء مفوضية نزع السلاح وإعادة الدمج والتسريح عام 2006 وفقاً لاتفاقية السلام الشامل حيث استهدف البرنامج ما يقارب 180000 بين دولة السودان ودولة الجنوب لكن حسب الدراسة الاستقصائية للأسلحة الصغيرة بجنيف أن كلا الدولتين لم تبت إلا في جزء بسيط من عدد الحالات لظروف ربما تتعلق الإمكانات إذ لم يطبق هذا البرنامج بالصورة المثلي مما افرز العديد من التفلتات ويستهدف هذا البرنامج قدامي المحاربين من الأطراف المتحاربة والمليشيات التابعة لها والمعاقين جسدياً ونفسياً من جراء الحروب والأطفال المقاتلين أو المرتبطين بالحروب حيث يقوم هذا البرنامج بإعادة إدماج هذه المجموعات في المجتمع المدني في إطار برنامج محدد للتنمية ويعمل هذا البرنامج علي بناء الثقة في مجتمعات ما بعد الحرب ويساعد علي بناء السلام المستدام ولكن هل سيمضي هذا البرنامج وفق ما تم الاتفاق عليه بين الدولتين وهل يمكن إنزاله علي ارض الواقع أن ستكون أمامه عثرات كالتي حدثت من قبل؟

الخبير الأمني “م” حسن بيومي وصف اتفاق التعاون المشترك الذي وقعته حكومة السودان ودولة الجنوب في ما يخص برنامج نزع السلاح وإعادة الدمج في المناطق الحدودية بأنه يعبر عن حسن النوايا وقال في حديثه لـ( التغيير) أن إنزال هذا الاتفاق علي ارض الواقع .

ليس بالسهولة نسبة لاختلاف العقيدة القتالية بين هؤلاء المحاربين وكذلك اختلاف العقلية السياسية لديهم إضافة لوجود تداخل قبلي في هذه المناطق الحدودية ويري بيومي انه من الأفضل أن ينفذ هذا الاتفاق بالتدرج وليست هناك دواع للاستعجال فهذه قرارات فوقية مرتبطة بالسياسيين لكنها تحتاج لعمل كبير من السلطات المحلية لأنها ادري بالواقع أكثر من القيادات فعملية الإدماج يجب أن يسبقها إعداد نفسي علي أساس تقبل الآخر والفكرة نفسها فلذلك لابد من تنوير كاف قبل البدء في هذه العملية وتهيئة هذه القوات نفسياً للانخراط في الحياة المدنية والمساهمة في تنمية مناطقهم التي دمرتها الحرب.

أما الخبير العسكري محمد العباس الأمين فيري أن اتفاق التعاون المشترك بين دولة الجنوب والسودان حول برنامج نزع السلاح وإعادة الإدماج من شأنه أن يعمل علي إيقاف التفلتات الأمنية والسيطرة علي المعابر الرئيسية للدولتين ويجعل من هذه المعابر مناطق نشاطات تجارية الأمر الذي ينعكس علي حياة المواطنين حيث الوفرة التجارية للسلع الاستهلاكية لكن إذا لم يتم تطبيق ذلك الاتفاق ستصبح هذه المناطق ساخنة وقابلة للتفلتات الأمنية والاحتكاكات من وقت لآخر بين الدولتين وأشار في حديثه لـ(التغيير) الي أن إنزال هذا الاتفاق علي ارض الواقع ليس بالصعوبة إذا راعي الجنوبيون المصالح المشتركة ولا أظن أن المجتمع الدولي سيبخل بمساعداته لإنفاذ هذا المشروع إذا لمس جدية من الطرفين لأنه يعد خطوة ايجابية نحو استقرار الدولتين الأمر الذي جعل المجتمع الدولي يعده بتقديم الدعم اللازم لإنزاله علي ارض الواقع للدولتين.

مراقبون لتطورات الأوضاع بين الجارتين يرون أن خطوة نزع السلاح علي الحدود ربما ستزيل الاحتقانات المتبادلة نحو علاقات مبنية علي المصالح السياسية.

صحيفة التغيير
ع.ش

[/JUSTIFY]
Exit mobile version