البعض يقلل من دور الصين ويقول إن سقفها محدود لأن يدها مغلولة إلى حد كبير في الساحة الدولية فمصالحها الاقتصادية مع أمريكا وأوربا يصعب عليها التضحية بها كما أنها الصين- تتعرض لزنقات هى الأخرى فيما يتعلق بحقوق الإنسان مثلها مثل دول العالم الثالث وهناك من يقول إن الصين تحجم دورها في الصراعات الإقليمية مثل الصراع السوداني / السوداني بنفسها لأن استراتيجية الصين تقوم على التعامل الاقتصادي فقط مع الدول ولاتتدخل في الشؤون الأخرى مثل الدول الغربية وكما ذكر الأستاذ علي عبد الرحيم بأنها مفارقة أن تبتعد الصين ذات التوجه الاشتراكي عن التدخل في الشؤون السياسية بينما الدول الرأسمالية التي تقوم أيديولوجيتها على رأس المال فقط تتدخل في الشؤون الأخرى ..فقد كان ينبغي أن تكون الصين دولة ذات رسالة أكثر من غيرها.
ذكرنا من قبل أن الصين يلزمها نهج جاينوفونيا مثل الفرانكفونية لفرنسا والانقلوفونية لانجلترا والفكرة هنا ببساطة أن يكون للدولة نفوذ خارج أرضها وذلك بنشر لغتها وثقافتها وبالتالي مصالحها الاقتصادية خارج أرضها فالرابطة الفرانكفونية تضم الدول التي تدور في الفلك الفرنسي أما بريطانيا فاختلقت رابطة الكمونولث طبعاً ناس الأزهري رفضوا هذه الرابطة لأنهم يريدونها مثل صحن الصيني لافيهو شق ولاطق (ياجماعة الصينيين ديل ما سمعوا المثل دا ؟) لاندري إن كانت الصين (لابدة فوق رأي) فهي تسير في درب التمدد الدولي ولكنها تتمسكن لكي تتمكن ؟ على كل لو أرادت ذلك.. فالسودانان الجديد والقديم أرض خصبة لهذا الأمر .على العموم لو (اتلحلحت) الصين شوية واستطاعت أن تنزع فتيل الأزمة لابل الكارثة بين السودانين فإن ذلك سوف يعطيها دفعة كبيرة للعب دور أكبر في الساحة الدولية . وفي تقديري إن محددات الصين في الشأن السوداني ليس هو تباعد المواقف بين الدولتين فهذه في يد الصين إنما المجتمع الدولي بمعناه الأصلي وليس الاصطلاحي فهو الذي لايريد لها ذلك. ويبقى السؤال إذا أيقنت الصين من هذا الأمر فهل سيكون بمقدورها أن تظل ماسكة للعصاة من منتصفها أم تنحاز لطرف من الأطراف ويحكم صراع الغرب والشرق السودانان في الفترة القادمة؟.[/JUSTIFY]
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]