الأمر الذي لا جدال حوله هو ان الرجال قوامون على النساء، فلماذا تتعب أي امرأة وتشقى وتجهد نفسها لجمع عشرات أو مئات الملايين (دعك من آلاف الملايين)، وهناك ٣٨٥ مليار جنيه في أيدي نساء خليجيات، ومن المؤكد أنه لا توجد مليارديرة (بليونيرة) غير متزوجة، والرجل الخليجي لا يمكن ان يقصر في أمر نفقات بيته، طيب وش لزوم كل هذه البيزات (الفلوس) يا نساء الخليج؟ والذي أعرفه هو أن الفلوس تلد الفلوس، وكل المليارديرات بدأوا بأول مليون ولما صارت عشرة ملايين ازداد الحماس حتى صارت مئات الملايين، والعجيب في أمر النقود أنها «تحمل / تحبل» وتلد أحيانا في أقل من شهر، ولكن هذا يتطلب الجري والسهر والجمع والطرح والاستخدام المتواصل للهاتف، ولكل شخص غني رقم هاتف لا يعرفه إلا عدد محدود جدا من الذين تربطه بهم صلة عمل، وهذا الهاتف يكون مفتوحا على مدار الساعة، ولو رن مثلا في الثالثة فجرا، فإنه يرد على المكالمة لأنه يدرك أنها تتعلق بكذا مليون.. وأظن – وقد أكون على خطأ- أن الأغنياء جدا ينامون ساعات أقل منا نحن مهدودي الدخل.
وللمرة الـ٨٩٧٦٥٤ أقول إنني عشت في الخليج أكثر من ثلاثين سنة، وإنني أحلم بالتقاعد، مليت وزهجت من الدوام والاجتماعات والاستيقاظ في ساعة معلومة، ولا شك أن «الخليج» بدوره زهج مني ويريد ان يرى عرض أكتافي، وبالتالي فإنني أقترح ما يلي باعتبار ان في الخليج نحو ألف بليونيرة: كل واحدة منهن تعطيني – لوجه الله- ألف دولار.. ألف في ألف تساوي مليون دولار.. بس على دفعات لأنه لو صار عندي مليون دولار دفعة واحدة سأصاب بجلطة، ولو أفلت من الموت قد أصبح مشلولا ولا استطيع الاستفادة من المليون.. هل تقبل ضمائركن أن يجلس شخص مثلي بينه وبينكم عيش وملح أمام جورج قرداحي كي يوجه لي أسئلته السخيفة تلك وأفشل في الحصول على مليونه التي تساوي ربع مليون دولار.. أرجو أن يجد اقتراحي آذانا صاغية وإلا… سأقعد على «قلوبكم» طالما النفس طالع ونازل حتى يتبخر النفط والغاز وتعودوا إلى الغوص، و«للمعلومية» عيني حارة وما لم تستجيبوا لندائي فستطير بلايينكم وتتبخر ثرواتكم الطبيعية.
جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]