رجال القصر .. هل يطالهم التغيير ..؟

[JUSTIFY]أحد شباب الحزب الحاكم مازح صحفياً وقال له : « نحن ماجايين في التشكيل القادم » والشاب كان يعني الترشيحات التي تضج بها الصحف تخرج وزيراً وتؤكد بقاء أخر وتمنح أخر القاباً ذات علاقة بوزارته ومع الاهتمام المتزايد بمسألة التعديل المرتقب الذي يتطلب أن يسبقه تغيير جوهري في السياسات والمفاهيم ومنهج الحكم حتي يحدث تحولاً جذرياً في بناء الدولة السودانية ومع إنشغال الرأي العام بالوزراء فهناك شخصيات سيادية وهم النائب الأول ونائب الرئيس ومساعدوه الخمسة ( د. نافع علي نافع ، موسي محمد أحمد ، جلال الدقير ، جعفر الصادق الميرغني وعبد الرحمن الصادق ) لم يتضح بشكل قاطع إن كان سيتم إعمال الجرح والتعديل في أوساطهم أم لا ؟ خاصة وأنه سبق أن صاحب تشكيل الحكومة الأخيرة تعيين نجلا الميرغني والمهدي مساعدين للرئيس بجانب ترفيع جلال الدقير الذي كان وزيراً. وحتي علي عثمان عقب الانفصال تم ترفيعه إلي منصب النائب الاول الذي تنازل عنه طواعيه للجنوبي الراحل جون قرنق مهراً للسلام .

التعديلات علي مستوي الرئاسة أكثر تعقيداً كونها تمس العمود الفقري للإنقاذ وتنعكس تأثيراتها علي مسيرة المؤتمر الوطني بشكل مباشر ، وفوق ذلك تلفت الأنظار للرئيس نفسه والذي أكد مراراً عدم رغبته في الترشح للانتخابات القادمة لكن بكل حال فالمسألة تستدعي النظر إليها من عدة جوانب فبداية حال عجز الوطني عن إثناء البشير للرئاسة فان نائبيه في الحزب والأقرب إليه في القصر (طه ونافع) سيكونان موضع اهتمام مما يعني ضرورة تمييز أحدهما حتي يكون مرشح الحزب للرئاسة – مالم تحدث مفاجأت وما أكثرها في المشهد السياسي – كما أنه طالما سبق وأن تحدث البعض عن تنحي البشير بما فيهم الرئيس نفسه من الممكن جداً أن يمضي الحديث علي ذات النسق بشأن النائب الأول سيما وأن فارق السن بينه والرئيس ضئيل جداً ويذكر أن القيادي بالوطني قطبي المهدي أشار وبجرأة في حوار أجرته معه الشرق الأوسط إلي ضرورة ترجل من هم حول الرئيس وفي مقدمتهم طه طالما تحدث البعض عن مغادرة البشير لكن في الأحوال طالما الرئيس باق حتي موعد الانتخابات المقبلة سيظل طه مجاوراً له.

بالنسبة لنائب الرئيس د. الحاج ادم يوسف فالرؤية غير واضحة المعالم حول مستقبله السياسي مع إن الراهن يشير إلي بقائه علي الأقل حتي موعد الاستحقاق الانتخابي وإن كان البعض يهمس بالإشارة بعض الشئ إلي أدائه مقروناً بغيابه عن المسرح السياسي جراء وجوده في المؤتمر الشعبي في سنوات سابقه. لكن مايميز النائب هو زهده في المنصب وحبه الجارف لمهنته كاستاذ بجامعة الخرطوم.

اما مساعد الرئيس د. نافع فمنصبه بالحزب اقتضى تقوية نفوذ علي المستوي التنفيذي وإن كانت تصريحات الرجل المتكررة بأنهم جنود في الإنقاذ من الممكن تفتح الباب أمام خيارات أخري ومسارات جديدة يتم رسمها له فهو الأن الامين العام لمجلس الأحزاب الافريقية وهو منصب ليس بالسهل ومن الممكن الإستفاده منه والتغلغل أفريقيا ما يمكن الإنقاذ من الإستمرار في الحكم لكن بالقطع ذلك يستدعي التفرغ. أما التحدي الحقيقي أمام نافع هو الإنتخابات المقبلة وهي التي ستحدد جدارته بمنصبه التنظيمي إذ ان الإنتخابات المقبلة لن تكون يسيره مثلها صيف هذا العام علي المتمردين كما قال د. نافع أمس الاول بنهر النيل. كما ولا يمكن أن نغفل أحاديث الغرف المغلقة عن إحتمال تسمية الوزير اسامه عبد الله مسؤولاً عن الإتصال التنظيمي للحزب بما يشبة صلاحيات الامانة العامة إبان عهد حسن الترابي وإن كان أسامه تنقصه الشعبية داخل الحزب.

بقاء رجال الإنقاذ الثلاثة ( طه ، أدم ، نافع) في القصر مرتبط بثلاثة مسائل رئيسية وهي حجم إرتباطهم بالحزب وحجم إرتباطهم الأوثق بالرئيس البشير في المرحلة المقبلة. واخيراً إنتظار خواتيم الحوار مع حزبي الأمة والشعبي والحوار الذي لم يولد بعد مع حركة العدل والمساواه خاصة والتي رهن رئيسها السابق د. خليل إبراهيم إنحيازه للسلام بتعيينه نائباً للرئيس وهو المطلب الذي يتوقع ان يكون « معشعشاً » في مخيلة خلفه شقيقه د. جبريل.غير متناسين قطاع الشمال الذي ينظر قياداته الي القصر الرئاسي – طبعا الي المناصب دون الرئيس -. وكل هذه متغيرات وعوامل قد تعيد تركيبة وترتيب مناصب ثلاثي الإنقاذ.

بالنسبة للثلاثي الثاني مساعدو الرئيس (موسي ، عبد الرحمن ، جعفر) .. ضمانات بقاء موسي هي الأوفر ليس لمستوي اداؤه بل كضامن لاتفاق سلام الشرق الذي تسعي جهات عديدة إلي إحداث ثقوب فيه. فضلاً عن عجز جبهة الشرق في تقديم قيادات جديرة بمنافسة موسي.

بينما عبد الرحمن الصادق حتي الأن عجز في المهمة الرئيسة و التي كان يتوقع الوطني أن ينجزها له وهي إسهامه في تقارب (الأمه والوطني) مما يهدد مسألة استمراره هذا حال تجاوزنا كسب الوطني من تعيينه والتي اعتبرت بمثابة مشاركة لوالده والأمة القومي حتي ولو كانت بالشباك كما يصفها الاتحادي الأصل.

بينما جعفر الميرغني البعيد جداً من السياسة كانت مشاركته خصماً علي الوطني والاتحادي معاً .. فالأول وضح أنه عينه إرضاء للميرغني وسد باب الغيرة السياسية بين الأمة القومي والاتحادي وإن شئنا الدقة بين المهدي والميرغني اللذان كان لسان حالهما ونجليهما يدخلان القصر يردد المثل المصري ( مافيش حد احسن من حد). بينما مشاركة جعفر كانت خصما علي حزبه كونه لم يظهر بالصورة المشرفة التي تليق بالاتحادي ،وقد ظل كثير التسفار مثل والده ضارباً بالبروتوكول عرض الحائط وظل يصل للقاهرة في كل الأوقات حتي غير الملائمة. بل أن الشاب لم يحدث اختراقاً في حزبه ناهيك عن الحكومة وفيما يبدو أن والده وفي ظل إقامة أبنائه خارج البلاد لم يجد أمامه غير جعفر الذي يدفع إلان في فاتورة باهظة الثمن ممهورة بإسم الميرغني.

القاسم المشترك بين عبد الرحمن وجعفر عدم لعبهما دور محوري في علاقة الأمة والاتحادي بالحكومة فالاثنان – الحزبان – يتقاسمان الابتسامة أمام الحكومة والمعارضة ، كما ولم يفلحا في التحرك جنوباً نحو جوبا ويتردد أن ذلك هو السبب في حالة الغضب التي تبدو علي جعفر عندما تم الإعلان عن إسناد ذلك الملف لعبد الرحمن.

أما بالنسبة لمساعد الرئيس الأمين العام للاتحادي جلال الدقير فإنه أن الأوان التعامل مع كل حزب بوزنه علي أرض الواقع وحسب الوقائع بعيداً عن المطامع.

صحيفة آخر لحظة
تقرير : أسامة عبد الماجد
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version