أم وضاح : الانتحار فقراً!!

[JUSTIFY]ما عاد الخبر الذي يحمل تفاصيل عن انتحار شخص أو محاولته فعل ذلك ما عاد الخبر يحمل ذات مشاعر الصدمة والاندهاش لدى سامعيه مش لاننا فقدنا الإحساس وافتقرنا من العواطف ونضبت قلوبنا من الرحمة ولكن لأن الخبر أصبح يتكرر أكثر مما هو طبيعي وعلى غير ما اعتدنا إذ أن حالات الانتحار فيما مضى كان خبرها يهز المجتمع هزاً وأسبابه لا تخرج عن كونها اسباباً عاطفية فإما شابة منعها أهلها الزواج ممن تحب فتلجأ أما لتهديدهم بالانتحار أو تنفيذه فعلاً إن قفلت أمامها ابواب القبول أو أن المنتحر شاب شفاف وحليوه ومشاعره رهيفة ودقاقه وبعد زمن قضاه في «كب» الحنان وكتابة الخطابات لمحبوبته وبثها لواعج شوقه وتحنانه تفاجأه «بشاكوش» من اللي هو وتتزوج بأحد القادمين من بلاد النفط محملاً بالدولار والريال والدرهم وعندها لن يشفيه أو يفك عبرته سماع أغنية «في الليلة ديك» فيلجأ للانتحار واضعاً حداً لحياته التي رهنها لهذا الحب الفاشل!! هذه هي الأسباب التي كنا نعرفها عن حوادث الانتحار بين فترة وأخرى لكن أن ينتحر في الاسبوع الواحد أكثر من شخص والوسيلة في غالبها واحدة وغالباً هي القفز من الجسور والكباري وبهذه الطريقة ستتحول وزارة الطرق والجسور إلى وزارة المنتحرين من الطرق والجسور ولعل هذا الارتفاع في اعداد من انتحروا أو الراغبين في ذلك مرده بلا منازع للحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطن وهذا الحديث ليس مجرد حديث مبني على العواطف أو فقط المشاهدات لكنه استنتاج منطقي لآخر بيان للسيدة وزيرة الرعاية الاجتماعية مشاعر الدولب أمام البرلمان توقعت فيه وقوع شرائح جديدة في الفقر وتدحرج الفقراء إلى «درجات أعمق من الفقر» عقب الإجراءات الاقتصادية الأخيرة وما بين القوسين معناه شيء واحد أن الفقر ارتفع إلى أس ألف خلافاً لما بشرت به الحكومة أن هذه الاجراءات هي لصالح الفقراء وان كانت الدرجة العميقة من الفقر لا تفسير لها عندي الا انها هي الطريق نحو الدرجات الأعمق من نهر النيل والدليل على ذلك القافزين وقريباً القافزات إلى هناك!! ويبدو أنه وقبل حلول العام القادم الذي بشرنا فيه وزير المالية ربنا يبشره بالخير بأن جالون البنزين سيصل اربعون جنيهاً سيتضاعف اعداد القافزين لنهر النيل لأنه على الأقل وسيلة انتحار مجانية لا تكلف احد شراء ما يمكن أن ينتحر به!!
٭ كلمة عزيزة

السيد والي الخرطوم دكتور عبد الرحمن الخضر قام أمس بزيارة إنسانية ليست غريبة عليه ولا أنا متفاجئة بها للفنان القامة النور الجيلاني، بقصد المعاودة بعد العلة المرضية الأخيرة التي أصيب بها.. والنور الجيلاني واحد من أساطين الغناء السوداني صوتاً وكلماتٍ والحانا، وهو من الفنانين القلائل الذين اجتمعت على سماعهم أجيال، فهو معشوق ابن السابعة و ابن السبعين في ذات الوقت، سعدت أيما سعادة بزيارة والي الخرطوم له حتى لا يحس بغبينة أو زعل من الخرطوم التي عشق كدراويتها ومراكبيها، فيرد ذات صباح حزين يا ود الجيلاني سيب الخرطوم قوم بارحها!!
٭ كلمة أعز

قال السيد سفير السودان بالسعودية في مداخلة هاتفية على برنامج (حتى تكتمل الصورة) رداً على تعليق مقدم البرنامج إن رسائل وصلته من سودانيين عبروا فيها عن استيائهم لسوء الخدمات المقدمة في السفارة، قال السيد السفير إن جهدهم وما قدموه يشهد به الأوفياء، وهذا معناه أن من ينتقدهم مجرد انتقادات ولو على مستوى الخدمات فهو «خائن»، اللفظ المرادف تماماً لعدم الوفاء.. فيا سيدي السفير أنت رئيس السودانيين هناك فلا داعي للتصنيفات لشخوص أنت مكلف ومسؤول عن رعايتهم !! الغريبة أنني ومن خلال البرنامج لاحظت أن هناك عدم تنسيق بين السفارة وجهاز شؤون العاملين بالخارج، بدلالة أنه عندما سئل عن عدد المساجين السودانيين في السعودية قال إنهم لا يتعدون المئات، ودكتور كرار قال إنهم سبعة آلاف ولا علاقة بين الرقمين!! بصراحة كدا ورونا منو فيكم ما شايف شغلو!!!
[/JUSTIFY]

أم وضاح
صحيفة آخر لحظة
ت.ت

Exit mobile version