الاوطان تموت يقتلها بنوها مثلما انهم يحيونها بحبهم لها والعمل علي رفعتها وصون كرامتها ، والموت ربما يكون بغتة وربما يأتي بعد معاناة شديدة من مرض عضال غفراناً لما اغترف العبد في الفانية من آثام او في شارع الموت (الخرطوم بورتسودان) الذي عجزت كل الحكومات عن انارته لتقليل الحوادث او موت الفجأة بسكتة قلبية بسبب التضخم وارتفاع الاسعار وهو موت آخر الزمن، ومعلوم ان ملك الموت لا يستشير من حان اجله من البشر ايقبض روحه ام يؤجلها الا المعصوم الرسول الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم ولكنه فضل لقاء الله علي الحياة. حتماً سيموت المحتضر والسودان يحتضر والكل يعلم ذلك ويصم دي بطينه ودي بعجينة وينتظر سرادق العزاء ،العمل كيف يا جماعة الخير؟؟؟؟؟؟؟
لا تجد قوماً يسبون ويلعنون اوطانهم الا نحن (يلعن ابو دي بلد، الله يخارجنا منها) تسمعها في اي حارة ودار وزنقه وشبر من وطننا الواسع حتي بعد انفصال جنوبه العزيز ،
لعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق
فيما الشتيمة والسباب لوطن نشأنا فوق ترابه وتعلمنا في مدارسه واكلنا من زرعه وشربنا من ضروع ابقاره لبناً صافياً وتنسمنا هواءه الطلق قبل تلوث البئية بسبب ما ينبعث من المصانع والسيارات ومكبات النفايات هذا بعد ان تغير سلوك الاستهلاك والاستخدام لوسائل الحياة وبعد التدني المريع في الاخلاق وارتفاع درجات الانانية وحب النفس ويا حليل ناس زمان كانوا يحبون لاخوانهم كما يحبون لأنفسهم مثلما انهم يفلحون الارض ويحبونها لذلك عاشوا مرتاحين لا حروب ولا نزاعات وماتوا مرتاحين توسدوا الباردة ونحسب ان قبورهم من رياض الجنة، اين انتم من اولئك ما لعنوا وطناً ولا طعنوا جاراً في خاصرته بخنجر الغدر والخيانة والتنافس في بهارج الحياة وزخرفها وبناء العمارات السامقة من المال الحرام والتشبث بالحياة وكرسي السلطة المعلق بحبل المسد علي رقاب عبيد الله الضعفاء الذين هدهم المسير وألسنتهم تلهج بالدعاء لرب العباد ان اصلح حالنا وولي علينا خيارنا فقد ضاقت علينا الارض بما رحبت من وطأت قرارات وزراء الحيرة الذين ابتلينا بهم في زمن الشد والكذب والتضليل والتدليس. العبد لله في العقد الخامس من عمري لم اذق طعم الديمقراطية ولعل الغالبية من بني وطني لا يفهمون معني الديمقراطية ولم تتح لهم ممارستها في حياتهم منذ استقلال البلاد حين بدأ استغلال العباد في السودان (الديناصورات مازالت تقاتل من اجل السلطة ويحسبون انهم فيها خالدون وهم احق بها دون سائر اهل السودان) ولا تنسوا العسكر من عبود الي النمرود عاسوا في الارض فساداً شمولية قابضة (ولا نفس) واجهزة امن عاتية تكاد تسد الافق ولا ديمقراطية ولا يحزنون والماعاجبو يشرب من البحر ويلحس كوعو .كلو ضارب ومواسير ولا نقول الفاشر ولكن الخرطوم وبورتسودان ومدني وابيي وسنار وام مغد .ديمقراطية كلمة يونانية تعني حكم الشعب للشعب وفي زماننا هذا تعني الليبرالية والعولمة والحريات الشخصية وحقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني وسيداو ومؤتمر الارض وتحرير المرأة (أم فكو) وعصا امريكا الغليظة والعقوبات الفردية والجماعية والجنائية ومجلس الامن الدولي والفساد في الارض وجبروت الاستعمار (اما معنا او انت ضدنا) لا سبيل لأي دولة ترفع رأسها سوف نقطعه ،ألم يكن هذا منهج امريكا سيدة العالم بعد هلاك القطب الروسي وكلو دا حرب علي المسلمين والاسلام كدين ونهج حياة ، لا مجال لأي فرفرة تصب في خانة تهديد امن الكيان الصهيوني ،والسودان العمق والبوابة التي تحمل هم فلسطين منذ لاءاتها الثلاثة لابد ان تغلق نهائياً في الاستراتيجية الامريكية (والباب البجيب الريح سدو واستريح) وقد فعلوها ، السودان دولة ترعي الارهاب ،السودان بها قانون يمنع الفسق والتبرج والزنا ومقدماته ،حكومة السودان تستخدم القوة المفرطة في تفريق المتظاهرين (الحدوتة دي من زمان) الرئيس يأمر الجيش والجنجويد بالتصفية العرقية لجزء من شعبه ،ابادة النوبة والانقسنا لذلك هو مطلوب للعدالة بواسطة الجنائية اللادولية (السيف المسلط علي رقاب الرؤساء الافارقة) اما العظماء في العالم يقتلوا شعوباً بأكملها ويشنقوا رؤساء دول يوم العيد ولا يهمس لهم اوكامبو في اذنهم بل يشكرهم علي قتل اوساخ البشر في العالم الثالث، وتستمر العقوبات ولمن فاته الاستماع ان امريكا سوف لن ولم ترفع العقوبات ولو حكم السودان واحد من الجبهة الثورية لأنها آليات حرب لإبادة شعب اراد ان يتوجه لله عبادة وحاكمية لابد ان يحارب بالجوع والمرض و العقوبات الاقتصادية واحجام البنك الدولي وصندوق النقد واللذان تصيطر عليهما امريكا عن تمويل مشاريع التنمية في السودان ناهيك عن دعم التمرد وشد اطراف البلاد والانفاق علي الامن ومافيش تنمية بدون سلام وامن لذلك سهر الجداد ولا نومو او كما تقول الحكاية عندما عجزوا عن استعمارنا مباشرة لجأوا لذنب الكديس وادخلوه (قفص الجداد) الحدود وظللنا سهرانين سنين طويلة وتنازعنا علي مليون ميل مربع ونكاد لا نستخدم عشرها في السكن والزراعة والرعي وتفشت القبلية وتم شغلنا تماماً وشل تفكيرنا وتركيزنا علي كيف يمكن ان نخمد حروبنا ونزاعاتنا الداخلية بدل الزراعة وتربية الماشية لأنها اساس التنمية وقاتل الله الزيت فقد جاءنا ببلاوي متلتلة وكلما سنحت الظروف بفعل شئ للأمام حرك الكديس الامريكي ذنبه بتجديد العقوبات ودعم التمرد.ألم اقل ان السودان يحتضر وكلكم شهود عليه وموته محتوم ان لم نجر عليه عمليات سريعة في القلب والرئتين والشرائين والسلسلة الفقرية والارجل واليدين وكل واحد يبدأ بنفسه ويجلس معها في مؤتمر جامع بكل حواسه ويرفع توصياته لأخيه لرفعها للقرية والمحلية والولاية لنعيد للبلاد سيرتها الاولي حباً وسلاماً ووئاماً زراعة وشبع وقرآن وعلم وكورة وجكسا فهل يمكن تنفيذ هذا البرنامج الذي لا يحتاج لميزانية وصرف بزخي من علي محمود ولا قاعة الصداقة واترككم وانا ارفع تقريري بعد ساعتين من الآن لجاري العزيز محب السودان الاول ليرفعه الي اعلي الهرم التنظيمي الطوعي بدون رسوم ولا تسجيل ودمت يا سودان حراً عزيزاً كريماً نحميك بالمهج والارواح ولعمري ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق.
وللأوطان في دم كل حر يد سلفة ودين مستحق
ابراهيم عبدالدائم الصديق
ام مغد – الجزيره